تطبق تركيا مشاريع تعليمية، للحيلولة دون "ضياع جيل" من اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها، في إطار سياسة الاندماج التي تتبعها حيالهم. وانتهجت تركيا، التي تعد من أكثر الدول المتأثرة من موجات اللجوء الناجمة عن الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر 5 أعوام، سياسة "الباب المفتوح" في استقبال اللاجئين، دون تمييز ديني أو عرقي، وقدمت للعالم من خلال ذلك، نموذجًا إنسانيًا يحتذى به. وتتبع تركيا استراتيجية مهمة بشأن اندماج اللاجئين وتكيفهم مع الحياة الاجتماعية، إلى جانب مواصلتها الاتصالات على المستوى الدبلوماسي، من أجل تسوية الأزمة القائمة في سوريا. وحسب الأرقام الرسمية، فإن تركيا تستضيف قرابة 2.8 مليون سوري، فيما تتركز سياسة الاندماج التي تتبعها أنقرة، على المشاريع التعليمية التي تهدف إلى منع "ضياع جيل" من اللاجئين جراء الحرب. وتشير معطيات الإدارة العامة للهجرة، التي نشرتها نهاية مارس الماضي، إلى إقامة مليونين و749 لاجئًا سوريًا في الأراضي التركية، يسكن 271 ألفا منهم في 26 مخيما موزعا على 10 ولايات، فيما يعيش الآخرون خارج المخيمات في مدن تركية مختلفة. وتظهر المعطيات، أن عدد اللاجئين السوريين في الفئة العمرية، بين "0 – 18" عامًا، يبلغ 1.394 مليون، وهو يعادل أكثر من نصف عدد اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا. ويبلغ عدد الذين تتراوح أعمارهم بين 5 – 18 عاما، 992 ألفا، و492 ويشكلون 73% من مجموع الأطفال اللاجئين، بينما يصل عدد الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات إلى 361 ألفا و786 طفلا، يشكلون 27% من المجموع الكلي. وتتمثل المشاريع التعليمية، التي جرى وضعها بناءً على افتراض أنهم سيعودون إلى بلادهم يومًا ما، في تقديم المناهج الدراسية للاجئين باللغتين العربية والتركية، في جميع المراحل من الروضة حتى الثانوية، في "مراكز التعليم المؤقتة". وأصدرت تركيا مع حلول 2014، قانونا يمنح للسوريين "وضع الحماية المؤقتة"، يحصل من خلاله السوريون على الخدمات الصحية والتعليمية الاجتماعية، باعتبارها "حقا لهم"، وليست مساعدة. ومنذ صدور القانون المذكور، وصل عدد الأطفال، الذين يتلقون الخدمات التعليمية وفق المناهج الدراسية الخاصة بهم، في المدارس الحكومية، 75 ألف طفل، فضلا عن الخدمات المقدمة للأطفال في "مراكز التعليم المؤقتة". وتشير البيانات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، عن تخصيص الدولة 10 آلاف و361 معلما، 852 منهم تركيًّا، لتدريس الطلاب السوريين في مراكز التعليم المؤقتة، التي يتلقى فيها التعليم نحو 250 ألف طفل.