تتسلم رئاسة الجمهورية، مقر مجلس النواب غداً لتأمينه، استعداداً لاستقبال العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد غد الأحد. ومن المقرر أن يحضر خادم الحرمين، الجلسة العامة، ليلقى خطاباً «تحت القبة»، على أن يستأنف المجلس جلساته عصر اليوم نفسه، للبدء فى مناقشة برنامج الحكومة. تعليمات من الأمانة العامة لموظفيها بالمغادرة مبكراً.. ووفد برلمانى لزيارة الرياض وأبوظبى والكويت ل«رد الجميل» وبدأ البرلمان استعداداته المكثفة، حيث طلبت الأمانة العامة، من الموظفين مغادرة مقر البرلمان فى الواحدة ظهر أمس، خلافاً لمواعيدهم الرسمية، وقام المجلس بحملة نظافة شملت تلميع الحوائط والزجاج، وتزيين بوابات المجلس بالأشجار، فيما شهد محيط البرلمان، انتشار الأعلام المصرية والسعودية. وقالت مصادر ل«الوطن» إن وزارة الداخلية، عقدت خلال الساعات الماضية اجتماعات مكثفة مع أمن المجلس ولجنة تابعة لرئاسة الجمهورية، لوضع خطة التأمين الخاصة بزيارة الملك سلمان للبرلمان. وأضافت المصادر: «الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، يشرف بنفسه على ترتيبات الزيارة، حيث عقدت لجنة المراسم الخاصة بالبرلمان اجتماعات دورية على مدار الساعات الماضية للانتهاء من تجهيزات استقبال ملك السعودية». وأشارت إلى أن مجلس النواب سيشكل وفداً برلمانياً لزيارة السعودية والكويتوالإمارات لتقديم الشكر على مساندتهم لمصر ولجذب الاستثمارات الخليجية. وكشف النائب خالد أبوزهاد، عن أن الدكتور على عبدالعال، رئيس البرلمان، وافق على مبادرته التى تتضمن تشكيل وفد لزيارة دول السعودية والكويتوالإمارات، لتقديم الشكر باسم برلمان مصر للقيادات السياسية وملوك هذه الدول على مساندتهم لمصر ودعوة المستثمرين العرب لاستثمار فى مصر والترويج للسياحة. وأضاف فى بيان له، أمس، أن «عبدالعال» وعد بتشكيل الوفد لزيارة الدول الثلاث عقب الانتهاء من جلسة بيان الحكومة المقرر لها بعد غد. وأشار النائب إلى أنه تواصل مع السفارات المصرية، بالدول الثلاث والمؤسسات التنفيذية فيها، وذلك للتنسيق لتلك الزيارة، موضحاً أن زيارة السعودية ستتضمن لقاء الوفد البرلمانى المصرى، بالمسئولين فى الديوان الملكى السعودى لتقديم الشكر لخادم الحرمين على مساندته لمصر، ودعم اقتصادها بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو. وقال إن الوفد البرلمانى سيتوجه كذلك لمجلس الشورى السعودى واتحاد الغرف التجارية والصناعية لعقد لقاءات مع المستثمرين السعوديين لشرح فرص الاستثمار الموجود فى مصر، وتعريفهم برغبة النواب فى تسهيل الإجراءات، وسن تشريعات تساعدهم فى إنشاء مشروعاتهم بسهولة ويسر، موضحاً أنه سيتم تكرار برنامج الزيارة بالسعودية فى كلٍ من دولتى الإماراتوالكويت. وقال النائب مصطفى بكرى، إن خطاب الملك سلمان بن عبدالعزيز تحت قبة البرلمان سيمثل نقطة تحول مهمة، وحدثاً تاريخياً هو الأول من نوعه، وهو أمر ستكون له انعكاساته الكبيرة، وسيمنح العلاقة بين البلدين زخماً كبيراً، وأضاف «بكرى» ل«الوطن»: أن العاهل السعودى، قدم الكثير لمصر، وبالتالى فإن خطابه أمام مجلس النواب وتكريمه من جانب المجلس، سيُخرس المشككين فى متانة العلاقات بين مصر والسعودية. وقال النائب كمال عامر، عضو ائتلاف «دعم مصر»، المرشح لرئاسة لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان: «إن الأمن القومى لمصر، من أهم دوائره علاقتنا بالأشقاء العرب، وفى مقدمتهم المملكة العربية السعودية، نظراً للعلاقات القوية بين البلدين على مر التاريخ، وتعاونهما فى سبيل استقرار الأمة العربية ومواجهة التحديات». وأضاف «عامر»: «كان هناك تعاون عسكرى بين السعودية ومصر منذ حرب تحرير الكويت عام 1990، وتلا ذلك استمرار التعاون بينهما فى الجانب العسكرى والاستراتيجى، وعلى الجانب السياسى يستمر التعاون فى شتى المجالات، وما يتعلق بمختلف التحديات التى تواجه الأمة العربية»، معتبراً أن زيارة الملك سلمان تكتسب أهمية إضافية باعتبارها تأتى فى ظل أدق المراحل التى تواجه الأمة العربية حالياً، والتحديات والتهديدات غير المسبوقة التى تستهدف أمنها وتفتيت قواها. وتابع: «منذ أن واجهت مصر تحديات كبيرة، أبرزها الإرهاب والتحديات الاقتصادية، كان سندها الوحيد الأمة العربية، ومن ثم فإن مستقبل استقرار المنطقة ودعم قدرات الأمن القومى العربى، يستدعى استمرار التنسيق على كافة المستويات والتنسيق المباشر بين البلدين، معتبراً السعودية هى وطن المصريين الثانى. وشدد النائب أحمد رسلان على أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر، باعتبارها تدفع علاقات التعاون المشترك، مشيراً إلى أن الرياض والقاهرة، هما صمام الأمان للأمن القومى العربى، وشريكان فى إيجاد الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.