قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن أهم دوافع الولاياتالمتحدة لإجراء مناورات "الأسد المتأهب" في الأردن هذا الأسبوع بمشاركة 19 دولة عربية وأجنبية هو طمأنة ملوك وأمراء دول الخليج وملك الأردن بأنها لن تتخلى عنهم مثلما فعلت مع الرئيس السابق حسني مبارك. ونقلت الصحيفة عن مايكل روبن -المحلل بمعهد أميركان إنتربرايز ومستشار وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رمسفيلد لشئون العراق وأفغانستان بين عامي 2002-2004- قوله إن "المناورات تبعث برسالة مضادة للاعتقاد السائد بين كثير من قادة دول الخليج العربي وملك الأردن بأن الولاياتالمتحدة تخلت عن مبارك بشكل أسرع من المتوقع، وهو انطباع تعمل السياسة الخارجية الأمريكية على محوه بشتى السبل، وتؤكد المناورات لكثير من دول مجلس التعاون الخليجي بأن أمريكا لن تدير ظهرها لهم ببساطة"، وأضاف أن المناورات تؤكد لجميع الأطراف أن الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة مازال مكثفا.. كما أنها عامل مهم في الحفاظ على مستوى من التنسيق بين الجيوش العربية في مواجهة التهديد الإيراني، في ظل مشاركة العديد من الدول العربية، وأشار إلى أن المناورات تواجه الدعاية الإيرانية في المنطقة بأن خروج أمريكا من العراق كان تعبيرا عن هزيمة، وليس اتفاقا سياسيا". ونفت الصحيفة توقعات بأن المناورات تمهيد لعملية اجتياح لسوريا لإسقاط نظام بشار الأسد أو غطاء لتدريب المعارضة السورية المسلحة، واعتبرتها توقعات خيالية، استنادا إلى أن التخطيط للمناورات بدأ منذ ثلاث سنوات، وأنها امتداد لمناورات أردنية أمريكية سنوية منذ تسعينيات القرن الماضي تحمل اسم "ضوء القمر الممتد"، مع فارق مشاركة 19 دولة، لتصبح الأكبر في تاريخ الجيش الأردني. لكن نفي الصلة بين المناورات والوضع في سوريا لم يكن قاطعا حيث نقلت الصحيفة عن مايكل آيسينستاد الباحث في مركز دراسات الشرق الأدنى بواشنطن قوله إن "توقيت المناورات يجعلها نوعا من عمليات الحرب النفسية، حيث تشكل عنصر ضغط معنوي على النظام في سوريا".