أكادميون وسياسيون سعوديون: زيارة الملك سلمان للقاهرة دفعة قوية للعلاقات

يرى أكاديميون ومحللون سياسيون سعوديون، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبداللعزيز آل سعود، إلى القاهرة، تؤكد على متانة وعمق العلاقات بين البلدين الصديقين، وترسخ للمسار الثابت لهذه العلاقة.
وأوضحوا لوسائل إعلام سعودية، أن العلاقات السعودية المصرية تأسست ونشأت على أسس رعاية المصالح المشتركة بين البلدين والنظر لمصالح المنطقة، مؤكدين أن زيارة الملك سلمان تعزز التقارب وترد على المشككين والمتربصين وترسل رسائل سياسية لجميع الأطراف فحواها أن العلاقات بين الرياض والقاهرة تتجاوز كل الأزمات.
وأكد عضو مجلس الشورى السعودي وأستاذ العلوم السياسية، صدقة بن يحيى فاضل، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المرتقبة لجمهورية مصر العربية تمثل تتويجاً للعلاقات التاريخية العميقة بين البلدين الشقيقين، وتعتبر نقطة في قطار التواصل المستمر بين المسؤولين في البلدين على مختلف المستويات، وأن التواصل المستمر يعود لعمق العلاقات وتشعبها وشمولها كافة مجالات الحياة العامة.
وقال صدقة فاضل، إن "القمة السعودية المصرية" من المتوقع أن تبحث العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وذلك لتعزيز العمل على دعم وتوثيق هذه العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، إضافة إلى تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بالمنطقة العربية، وهي محط اهتمام لمصر والمملكة ودرجة الاهتمام متساوية وعلى رأس هذه القضايا.
وأضاف: "الأوضاع السياسية المضطربة في العراق واليمن وسورية وليبيا وغيرها، ستكون في قمة الاهتمامات وتناول هذه القضايا يمهد لاتخاذ موقف (سعودي - مصري) موحد ومشترك تجاه هذه القضايا، وهذا الموقف سيكون له فاعلية أكبر من الموقف المنفرد، ما سيؤدي إلى تحقيق أهداف السياسية الخارجية لكلا البلدين بشكل أكثر فاعلية نحو هذه القضايا".
وتابع: "كما سيتم مناقشة تفعيل المواجهة العربية للسياسات التوسعية العدوانية الإيرانية التي تشهدها المنطقة منذ عقود، والذي يحتاج لردة فعل عربية لوقف هذه الاختراق الإيراني عند حده، إضافة إلى بحث قضية الإرهاب ومكافحته".
من جانبه، قال أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور "على دبكل العنزي"، إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر هي علاقات تاريخية ومتجذرة وإستراتيجية بين البلدين تمتد منذ عام 1929 ونشأت هذه العلاقات على أسس رعاية المصالح المشتركة بين البلدين والنظر لمصالح المنطقة.
وأوضح علي العنزي، أن المملكة ومصر تمثلان الثقل العربي والإسلامي في المنطقة على مستوى المحيط الإقليمي والدولي، لذلك تعزيز هذه العلاقات يتم من خلال التشاور وتبادل الزيارات على أعلى المستويات.
وأضاف: "المملكة وقفت مع مصر وكذلك مصر وقفت مع المملكة في العديد من المواقف، ولو قرأنا التاريخ لوجدنا أن المملكة وقفت مع مصر عند طلبها إجلاء القوات البريطانية عام 1946م، وكان هناك تكاتف بين البلدين في تأسيس جامعة الدول العربية، كما وقفت المملكة مع مصر في حرب السويس وقدمت الدعم المادي والمعنوي لمصر في ذلك الوقت، وكذلك في حرب 1973، والآن في ظل هذه الظروف التي تمر بها مصر لازالت المملكة وستستمر بالوقوف إلى جانبها".
وأشار أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، إلى أنه وعلى الجانب الآخر فإن مصر وقفت مع المملكة في العديد من المواقف، أبرزها خلال احتلال الكويت، مرورا بالتهديدات الإيرانية للخليج وغيرها، معتبرا أن تعزيز العلاقات وتنميتها والحفاظ عليها أمر مهم، ولا يتم إلا عبر الزيارات المتبادلة وعلى أعلى المستويات.
وأكد العنزي، أن الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين إلى مصر تعد في غاية الأهمية خصوصاً في توقيتها المتزامن مع مرور المنطقة بمنعطف خطير، وما يجرى في سورية وليبيا والعراق واليمن، والتي تمثل ملفات حساسة جدا ومهمة للمملكة ومصر.
واعتبر العنزي، أن الزيارة تمثل رداً لكل من يشكك في إستراتيجية وأهمية العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين المملكة ومصر.
كما علق الدكتور زهير الحارثي عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى على زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة، بقوله: "الزيارة تاريخية تعزز العلاقات ما بين البلدين وبالتأكيد هي تنزع نحو تأسيس تحالف إستراتيجي مع مصر لمواجهة الإرهاب وحماية الأمن القومي العربي".
وأضاف الحارثي: "هناك مشاريع تحاك في المنطقة، والتفاهمات بين الرياض والقاهرة كفيلة بإحباط هذه المشاريع، ونحن نعلم أن عاصفة الحزم أوقفت المد الإيراني، أما التفاهم السعودي المصري فيشكل رافعة لحماية القضايا العربية وإعادة منظومة بناء العمل العربي المشترك. لافتا إلى أن الزيارة تعزز التقارب وترد على المشككين والمتربصين وترسل رسائل سياسية لجميع الأطراف فحواها أن العلاقات بين الرياض والقاهرة تتجاوز كل الأزمات وكل اختلافات وجهات النظر.