ليس فقط صُناع السينما هم المعترضين على التصنيفات العمرية التى تضعها وزارة الثقافة لمشاهدة الأعمال السينمائية، فمع وضع «الثقافة» لتصنيفين عمريين جديدين هما +12 و+16، اعترض بعض المهتمين بحقوق الطفل على الأمر، باعتباره يساهم فى تمكين الأطفال فى الفئة العمرية من 12 إلى 17 سنة من مشاهدة أعمال تتضمن ولو مشهداً واحداً يخدش الحياء أو به عنف بما لا يتناسب معهم بينما أيدها البعض الآخر واعتبرها خطوة جيدة. «التصنيفات الخاصة بمشاهدة أعمال عنف أو خادشة أو خارجة عن السياق الاجتماعى حبر على ورق، ولا توجد رقابة على هذه المسائل فى أماكن عرض الأعمال الفنية»، وفقاً لرأى هانى هلال، رئيس الائتلاف المصرى لحقوق الطفل، مطالباً بتشديد الرقابة فى ظل معاناة المجتمع من إعادة إنتاج العنف: «وأعتقد أن كثيراً من الأعمال الفنية تساهم فى ذلك، حتى وإن شاهدها الأطفال داخل البيوت». «هلال» يرى أن الطفل حتى 18 سنة لم يكتمل نموه العقلى والنفسى والبدنى، وبالتالى يكون أكثر تأثراً بأى مشاهد غير لائقة فى الأعمال الفنية، حتى ولو كان مشهداً واحداً، ومن ثم نرفض تصنيفى +12 و+16، فلا يجوز لأقل من 18 سنة مشاهدة أى مشاهد غير مناسبة للأطفال. نشطاء حقوق الطفل اختلفوا حول قرار وزارة الثقافة بإضافة تصنيفين جديدين لمشاهدة الأطفال للأعمال الفنية غير اللائقة: «حبر على ورق وضار بالمجتمع» أمل جودة، الناشطة فى مجال حقوق الطفل، ترى أن وضع تصنيفات عمرية لحظر مشاهدة الأطفال للمشاهد غير الأخلاقية فى دور السينما أمر جيد، لكنها تتساءل فى الوقت نفسه: ما هى المعايير التى على أساسها توضع هذه التصنيفات؟ فلا يجب أن يكون عدد المشاهد هو المحدد الوحيد للفئة العمرية المسموح لها بالمشاهدة: «احتواء الفيلم على مشهد واحد لا يعنى السماح لمن فوق ال12 عاماً بمشاهدته، فربما المشهد الواحد يثير فضولهم، ويدفعهم إلى مشاهدة المزيد على شبكة الإنترنت». على العكس من ذلك، تؤيد السفيرة مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان سابقاً، وجود تصنيفات على مشاهدة الأعمال الفنية، وتراها شيئاً مطلوباً وملزماً، وعلى الدولة والقطاع الخاص وضع التزام أخلاقى لحماية النشء من العنف: «التصنيفات العمرية +12 و+16، لا تتعلق بعدد المشاهد غير اللائقة بالأفلام، إنما هى فى تقديرها لبعض الأفلام المناسبة للأطفال، لكن تتطلب إشراف الوالدين، وذلك للإجابة عن بعض الأسئلة التى تُثار داخل الطفل من المشاهدة.. «فيه كارتون وأفلام بها مشاهد عنف زائدة، وتحتاج من الوالدين إلى شرح أسباب وجود العنف، وضرورة عدم ممارسته». الميزة من التصنيفات الجديدة، حسب «خطاب» أن يشعر الوالدان بمسئوليتهما تجاه أبنائهما، فلا يكفى منعهم من الأفلام فوق ال18 عاماً فقط، إلى جانب أن يستقى الطفل معلوماته من مصادر موثوق فيها، ولا يُترك لنفسه.