ساعات طويلة أمضاها عطية سليمان فهمى،21 عاماً، مسافراً فى طريقه من سيناء إلى قريته بالشرقية، يحلم بالراحة بعد أيام طويلة من الخدمة بقطاع الأمن المركزى بسيناء، ترتسم ابتسامة خافتة على شفتيه ولسان حاله يقول «هنام براحتى وآكل من إيد أمى مع أفراد عائلتى الصغيرة» إلا أنه كان ينتظره مصير جعله أسير 4 حوائط لزنزانة بسجن مركز شرطة الزقازيق ينتظر عقوبة أكبر بعد قتله والده أثناء تدخله لفض مشاجرة بينه وبين والدته ومحاولة منعه من توجيه السباب والشتائم لها. زوجة الضحية: «رجع من الشغل.. قلت له أحضر لك الأكل مردش وشتمنى وضربنى وابنى صحى على الخناقة» الجريمة شهدتها قرية البيوم التابعة لمركز الزقازيق، حيث تعالت أصوات الأب بالسباب والشتائم والأم بالبكاء والصراخ الذى ضج به منزلهم البسيط واخترقت أصوات شجارهما جدران غرفة نجلهما «عطية» ففزع من مكانه متوجهاً ناحية غرفتهما ووقف بينهما مطالباً والده بأن يكف عن توجيه السباب لأمه قائلاً «الجيران هتسمعنا اسكت»، ولكن صمت آذان الأب فدفعه نجله على أريكة بالغرفة وكتم أنفاسه بيده ولم يرفع يده حتى سكت صوت أبيه ولكن سكون أطرافه أعلن رحيله عن الدنيا للأبد. ورغم محاولات الأسرة إخفاء ما حدث وإظهار أن الوفاة طبيعية حفاظاً على مستقبل نجلهم فإن الطب الشرعى كشف الواقعة وتم إبلاغ الشرطة. سامية إبراهيم عطية، 52 عاماً، ربة منزل، زوجة المجنى عليه، ووالدة المتهم قالت: «احنا كنا قاعدين فى البيت وأحد الأشخاص حضر للمنزل وطلب من زوجى أن يتوجه معه لتقطيع بعض الأشجار، وبالفعل ذهب معه وبعد فترة عاد للمنزل فسألته إذا كان يريد أن أحضر له الطعام ولكنه أخذ يتمتم بكلام غير مفهوم، فوجهت السؤال له مرة أخرى فبدأ بتوجيه السباب والشتائم لى وحاول نجلنا «عطية» تهدئته ومنعه من السباب والشتائم بصوت عال خشية افتضاحنا أمام الجيران بعد أن تنامى صوت الشجار لمسامعهم ولكنه رفض وعنفه فما كان من عطية إلا أنه حاول إسكاته بالقوة ووضع يده على فمه مردداً عبارات «اسكت بقى الجيران هتسمعنا» ولم يرفع يده حتى صمت ثم فوجئنا به وقد فارق الحياة». وتابعت الأم: «إحنا فكرنا الوفاة طبيعية وأخبرنا العائلة بالوفاة وأحضرنا مفتش الصحة التابع لمركز شرطة الزقازيق عشان ناخد تصريح بالدفن وكشف عليه ومشى وأخدنا الجثمان عشان نغسله وأثناء ذلك حضر الطبيب مرة أخرى وقالنا مش تدفنوه لأنه مشتبه إن الوفاة جنائية، وإنه لازم الطب الشرعى يكشف عليه وبعد كده حضرت قوات الشرطة وسألت عن اللى حصل قبل الوفاة وأخدوا ابنى ووجهوا له تهمة القتل». الابن اعترف بالواقعة بعدما أصيب بحالة من الانهيار التام وجاء فى أقواله أمام رجال المباحث والنيابة أنه لم يكن يقصد قتل والده، ولكنه كان دائم الشجار مع والدته بسبب مطالبتها له بمساعدة شقيقه الأكبر فى تسديد ديونه وبناء منزل للعائلة، وقبل الوفاة بعدة أيام قام والده ببيع 6 قراريط يمتلكها وكررت والدته نفس المطالب خاصة أنه لديه أموال إلا أنه رفض وزادت المشاجرات بينهما حتى على أتفه الأسباب فلم يعد والده متقبلاً أى حديث حتى كانت المشاجرة الأخيرة الأكثر حدة وغضباً وخشى تجمع الجيران وسماعهم شتائمه وسبابه لوالدته فحاول منعه بالقوة بعد رفضه الاستجابة بالهدوء والكف عن التشاجر : «لم أرفع يدى حتى صمت وظننته قد هدأ إلا أنه كان قد فارق الحياة» وتابع قائلاً «أنا عاوزه يسامحنى مكنتش أقصد أقتله، غصب عنى». اللواء حسن سيف، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطاراً من العميد أحمد عبدالعزيز، رئيس مباحث المديرية، يفيد تلقى المركز بلاغاً من مفتش الصحة بوجود شبهة جنائية فى وفاة سليمان عطية فهمى، 55 عاماً، ومقيم بقرية البيوم مركز الزقازيق حيث تبين وجود آثار كدمات بالرأس والوجه. قوة من ضباط مباحث المركز برئاسة الرائد أشرف ضيف رئيس المباحث وبإشراف المقدم جاسر زايد مفتش مباحث مركز الزقازيق، أجرت التحقيقات والفحوصات اللازمة وتبين وقوع مشاجرة بين المجنى عليه وزوجته وتدخل نجلهما «عطية» 21 عاماً، مجند بقطاع الأمن المركزى بسيناء، للسيطرة على الموقف ومنع والده من التعدى على والدته بالضرب والسباب إلا أنه فشل فدفع والده وألقاه على كنبة وكتم أنفاسه حتى لا يسمعه الجيران ما أدى لوفاته. ألقى ضباط مباحث المركز القبض على المتهم واعترف بارتكاب الواقعة، وأفاد بأن والده قام ببيع مساحة 6 قراريط ورفض إعطاءه ووالدته وشقيقه أى أموال لتسديد ما عليهم من ديون ما أدى لوقوع خلافات بينهم وتطور الأمر للمشاجرة الأخيرة.