اعتبر عدد من وزراء التعليم السابقين أن وجود مصر فى المرتبة قبل الأخيرة فى مؤشر جودة التعليم عالمياً «كارثة»، وشددوا على أن التعليم فى مصر يحتاج تطويراً شاملاً، على أن تكون البداية ب«تحديث المناهج الدراسية والمبانى المدرسية والقضاء على الكثافة الطلابية داخل الفصول، ومحاربة الدروس الخصوصية، وعودة الطلاب إلى المدارس مرة أخرى». أكد الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم الأسبق، أنه لا بد من وضع معايير محددة لتطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع تطورات العصر، مشيراً إلى أن مشكلة الكتاب المدرسى تكمن فى أنه يفتقر للتسلسل المنطقى للدروس، قائلاً: «حصول مصر على المرتبة قبل الأخيرة فى العالم فى مجال جودة التعليم كارثة». «أبوالنصر»: الكتاب المدرسى يفتقر للتسلسل المنطقى.. و«العربى»: يجب تحديث المبانى وتقليل كثافة الفصول وقال الدكتور محب الرافعى، وزير التعليم السابق، إن المناهج الدراسية والتعليم فى مصر يحتاجان تطويراً شاملاً، لافتاً إلى أن أسلوب التعليم المطبق بالمدارس الدولية هو الأمثل، مطالباً بتطبيقه فى المدارس الحكومية، وسيحدث ذلك نقلة حقيقية فى التعليم فى مصر، وأوضح أن المناهج فى المدارس الدولية تركز على الكيف من ناحية الفهم والابتكار، إضافة إلى أنها تهتم بتنمية مهارات البحث والتفكير والقياس والملاحظة واتخاذ القرار عند الطالب، وليس الكم والحفظ والحشو فى مناهج المدارس الحكومية. وقال «الرافعى» إنه لا بد ألا نجعل الطلاب، خاصة فى مناهج التاريخ والجغرافيا، يحفظون تفاصيل كل شخصية أو حقبة تاريخية مسرودة فى عشرات الصفحات بالكتاب المدرسى كما هى، بل يمكننا أن نقدم للطالب نبذة مختصرة جداً فى صفة واحدة عن الشخصية أو الحقبة التاريخية، ونطلب من الطالب أن يقوم بعمل بحث بنفسه عن تفاصيلها عبر الإنترنت وبنك المعرفة، ثم نجعله يتوصل بنفسه لسلبيات وإيجابيات الشخصية أو الحقبة التاريخية، ثم نجعله يعبر عن رأيه من خلال سؤال «ماذا كنت تفعل لو كنت فى هذا التوقيت»، على أن يأخذ الطالب درجات على بحثه وعلى النشاط الذى يقوم به. «الرافعى»: أسلوب التعليم المطبق فى المدارس الدولية هو «الأمثل» وتطبيقه فى المدارس الحكومية سيُحدث نقلة فى التعليم وأكد «الرافعى» أن هذا الأسلوب ينمى عند الطالب مهارات البحث عن المعلومة وفهمها والقدرة على اتخاذ القرار، وحل المشكلات، والتفكير الناقد، وهو ما يساعد على تثبيت المعلومة واستيعابها عند الطالب دون حفظ وتلقين وتعقيد. وأضاف الوزير السابق أن جميع المناهج التعليمية التى تدرس فى الدول المتقدمة مثل اليابان وإنجلترا وألمانيا وسنغافورة وماليزيا، تعتمد على مهارات البحث والتفكير والخيال العلمى، مؤكداً أن ما ينقصنا فقط هو أن نهتم بتلك المهارات حتى يتقدم مستوى التعليم فى مصر، كما لا بد من تدريب المعلمين على تنمية تلك المهارات عند الطالب وتدريبه على الطرق الصحيحة لتدريس المناهج بشكل بعيد عن الحفظ والتلقين والحشو. وقال الدكتور جمال العربى، وزير التربية والتعليم الأسبق، إن تطوير العملية التعليمية فى مصر يبدأ من تحديث المناهج الدراسية والمبانى المدرسية والقضاء على الكثافة الطلابية داخل الفصول، ومحاربة الدروس الخصوصية، وعودة الطلاب إلى المدارس مرة أخرى، خاصة طلاب الثانوية العامة. وأكد «العربى» أن هناك فرقاً شاسعاً بين الكتب المدرسية والمناهج التعليمية، مشيراً إلى أن المناهج هى الإطار العام الذى يتم تقديم الخدمة التعليمية خلاله داخل المدارس، وأن الكتاب المدرسى هو أداة من أدوات المنهج وليس هو المنهج ككل. وأشار الوزير الأسبق إلى أن مشكلة الكتاب المدرسى تكمن فى أنه يفتقر للتسلسل المنطقى للدروس، ولا يراعى التدرج فى الصعوبة من الأسهل إلى الأصعب، طبقاً لقدرات الطلاب المتلقين للمعلومات، كما أن الموضوعات الموجودة فى الكتب أهدافها غير معلنة فى نقاط واضحة، ولا تتماشى مع تغيرات العصر الحديث. وأكد «العربى» أن الكتب المدرسية، على حد قوله، لا تحتوى على حشو لأن محتويات الكتب المدرسية لدينا هى نفسها محتويات الكتب المدرسية الموجودة فى دول العالم أجمع، ولكن المشكلة فى طريقة عرض المعلومات وطريقة معالجتها وطريقة تدريسها داخل الفصول، وكل هذا أدى إلى شعور أولياء الأمور والطلاب بالأزمة. وطالب «العربى» بإعادة صياغة الكتب المدرسية، مع مراعاة تغيير أسلوب عرض ومعالجة المعلومات، وتحديد الهدف من تدريس كل موضوع، مع مراعاة إعداد دليل للمعلم يرشده للطريقة المثالية فى تحضير الدروس وطريقة شرحه للطلاب، وتحديد الأهداف المرجوة بعد شرح الدرس، ومقارنة النتائج بهذه الأهداف بعد انتهاء كل حصة، مشيراً إلى أنه يجب أن يكتسب الطالب من كل درس أشياء رئيسية، مثل «المعلومة والمهارة».