بوجوه مبتهجة وصدور منشرحة بدا أهل بورسعيد جميعا فى حالة سرور بالغة، منذ الإعلان عن مشروع قانون فى مجلس الشعب -فى طريقه للتنفيذ- بشأن عودة المنطقة «الحرة» للمدينة «الحرة». «العيال جريوا م الفرحة أول ما سمعوا الخبر» بلهجة «أبوالعربى» يقولها محمد العشرى، سائق تاكسى من أهل بورسعيد، معلقا على حالة البهجة التى انتابت سكان المدينة الباسلة فور سماعهم خبر عودة بورسعيد ك«منطقة حرة». «السواق والعجلاتى وبتاع اللبن والبقال» كلهم هيستفيدوا من القرار حال تطبيقه، هكذا يرى «العشرى» انفراج الحال لدى كل القطاعات البورسعيدية بعودة الروح لمدينته، حسب تعبيره. القانون رقم «5» الصادر فى 1/1/2002 الخاص بإلغاء المنطقة الحرة كان بمثابة رصاصة الغدر التى أُطلقت على أهل بورسعيد، طيلة عشرة أعوام ظل أهل المدينة يبحثون عن سبيل آخر غير التجارة لاستجداء لقمة العيش، غير أن «المخلوع» نزع عنها ملكتها بهذا القرار المتعسف، الذى أضر بأربع محافظات أخرى كانت تدور فى فلك بورسعيد، حسب نصر الزهرة رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الوفد ببورسعيد. «طاير م الفرحة» يقولها الحاج سيد المنزلاوى، أحد أكبر التجار بشارع «التجارى»، متذكرا فترات الرواج التى عاشها فى سبعينات وثمانينات القرن الماضى والتى كانت فيها بورسعيد قبلة كل المصريين، قبل أن يُقصيها مبارك «اللى كان بيحب يمسح كل اللى عمله السادات بأستيكة»، حسب الحج سيد. من أمام محله بشارع «الثلاثينى» يتحدث الحاج أسامة محمود، صاحب شركة للاستيراد والتصدير: «بورسعيد هتبقى أحسن من مليون دبى»، ويداخله الكلام أحد الباعة: «مصر كلها لازم تبقى مبسوطة بالقرار»، مفسرا أن المواطن كان يأتى إلى مدينته «ياكل ويشرب ويتفسح ويكسى العيال كمان». بنود قانون المنطقة الحرة الذى أصدره الرئيس السادات عام 1976، يتمنى الحاج زكريا عبدالعليم، صاحب محلات بشارعى الحميدى وطولون، أن يتم تطبيقها كما كانت دون عوائق فى وجه التجار، مؤكدا أن عودة المنطقة الحرة سيحيل بورسعيد إلى مدينة أهم من سنغافورة، شريطة أن يتم تنظيمها والاهتمام بها من ناحية الأمن لكى تصبح مدينة عالمية تجاريا وسياحيا.