سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصاب بدرجة "قبطان" في "القديسين": الجماعات الإسلامية وراء الأحداث.. والقضية انعدمت في عهد مرسي شقيقته: الدولة لم تتكفل بعلاجه نهائياً وننتظر دوره في قائمة الكنيسة
الكل يبحث عن ذويه، وسط الأشلاء. لكن هاني كان يرقد على الأرض خارج الكنيسة. لم يستوعب الحدث بعد. التهديدات التي تناثرت بأن الكنيسة مستهدفة، دفعته للشك في أحد جيرانه المسلمين كان يرغب في دخول الكنيسة، فخرح ليتتبعه. حينها فقط وقع الانفجار المروِّع، الذي أفقده جزءًا كبيرًا من سمعه. هاني وجيه، أحد مصابي أحداث كنيسة القديسين، لازال يبحث عن الجاني. يتصفح صوره هاتفه، ويشير إلى صورة "الصامولة والسلك الحديدي"، الذي أخرجه الأطباء من قدمه. يحتفظ بهم كي لا ينسى ما أصابه. يشير بأصابع الاتهام إلى الجماعات الجهادية. يتذكر حين كان ملقى على الأرض وسط الأشلاء، التي أَلهته عما أصابه في فخذه الذي كان ينزف. المآسي التي شاهدها أذهلته، فعن يمنيه رأى يد أحد الضحايا وهي مقطوعة، وعن يساره ضحية أخرى قطعت رجلاها. وبينما هاني، مذهولاً مما يراه، لم ينجح "خاله" الذي خرج من الكنيسة باحثاً عن أبنائه، في التعرف عليه من كثرة الجروح بوجهه، علاوة على الأشلاء التي تتناثر حوله. نُقل هاني لمستشفي ماري مرقص، والتي كانت يومها إجازة، بجانب منع الإسعاف من الدخول لمحيط الكنيسة عقب التفجير ولمدة ساعة. التحقيقات ومسار القضية لا يعني "هاني"، الباحث عن العلاج، ليستطيع أن يبدأ مستقبله في عمله كقبطان، والذي يتطلب منه أن يكون بصحة جيدة، وقال: "أيام مبارك اتهموا جيش الإسلام، وتباطأ المجلس العسكري في أخذ حقوق الشهداء وظهر متهم آخر وهو حبيب العادلي. الآن القضية انعدمت في عهد الرئيس مرسي". يقول "مفيش تعويضات ومفيش حاجة خالص. وزيرة القوي العاملة بنظام مبارك عائشة عبد الهادي، أخدت كل التبرعات التي قدمت لصالح القديسين". "كريستنا" شقيقه هاني، وأحد شهود العيان علي الحادث، تؤكد أن مصاريف علاج شقيقها خلال العامين تتحملها الكنيسة، ولم تتكفل الدولة بأية مصاريف، مشيرة إلى أن شقيقها أجرى العديد من العمليات، ولازال يحتاج إلى المزيد، لافتة إلى أنه ينتظر دوره في قائمة الكنيسة للسفر إلى ألمانيا لاستكمال علاجه، مؤكدة أن تأخر الوقت يزيد من سوء حالته الصحية. كريستينا، مدرسة اللغة الإنجليزية، تتذكر يوم الحادث قائلة: "احنا مكناش بنعمل حاجة غير بنصلي وبس"، وحسينا بهزة جامدة في الكنيسة"، وبدأ الصراخ والخوف يملأ جدران الكنيسة من الداخل، واندفعوا نحو الخارج حيث كانت الجثث والأشلاء في كل مكان، ونيران الانفجار لم تنطفئ. وفي الوقت الذي يتهم فيها هاني، الجماعات الإسلامية بالمسؤولية عن الحادث، أكدت كريستينا أن الداخلية لها يد في الجريمة، مشيرة إلى انسحاب قوات الأمن المسؤولة عن الكنيسة من الشرطة قبل الحادث بدقائق، قائلا: "ليه معملتوش تأمين على الكنيسة عقب تلقيكم تهديدات قبل عيد الميلاد بالتفجيرات". نادي لطفي والدة هاني، لم تفقد الأمل أن ترى ابنها على سطح يقود أحد السفن، وتتذكر يوم الحادث، حين كانت تحاول إنقاذ الضحايا، وما تعرضوا له من الاعتداء من قبل الأمن المركزي، بالقنابل الخرطوش والجنازير، علاوة علي الدفع بعدد من البلطجية الذين اشتبكوا مع الشباب المسيحي أمام الكنيسة.