سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السفيرة الأمريكية ل«الوطن»: الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم المعونة الاقتصادية ومصر ستحصل على قرض صندوق النقد فى يناير المقبل زيارة «مرسى» للولايات المتحدة لم تتحدد بعد.. ولا أعلم شيئاً عن زيارة «الشاطر»
قالت السفيرة الأمريكية آن باترسون إن الإدارة الأمريكية ملتزمة بالمعونة الاقتصادية لمصر، وإنها تدعم وجود علاقات اقتصادية قوية بين البلدين، كما تدعم المفاوضات مع البنك الدولى لحصول مصر على القرض الذى طلبته فى يناير المقبل. وأضافت فى حوارها ل«الوطن» أن الولاياتالمتحدة تتعامل مع حزب الحرية والعدالة على أساس أنه الحزب الحاكم الآن، و«الجماعة» لم تعُد محظورة. وكشفت عن زيارتها لمكتب الإرشاد، وأن جماعة الإخوان تسعى لتغيير الصورة السلبية فى ذهن المجتمع الغربى، وتركز على العلاقات الاقتصادية مع أمريكا. وقالت إن الرئيس الأمريكى مهتم بزيارة الرئيس محمد مرسى للولايات المتحدة التى لم يتحدد موعدها بعد. ونفت أن تكون مصر تسير على خطى النموذج الإيرانى، مشيرة إلى أن بعض السياسيين يتوددون للولايات المتحدة، ثم يهاجمونها، داعية إلى جلوس أطراف اللعبة السياسية فى مصر على طاولة الحوار، وإلى نص الحوار. * ما تقييمكِ لأهم المجريات التى شهدتها مصر فى عام 2012، وقراءتكِ للمجريات الجديدة فى مصر فى 2013؟ - أعتقد أن القضية الاقتصادية ومجريات الاقتصاد التى تواجهها مصر فى الفترة المقبلة هى القضية الرئيسية، والاستقرار السياسى يرتبط بأطر الاستقرار الخاصة بالمنطقة، وأهم شىء فى تقديرى هو تحقيق الاستقرار السياسى، لأنه هو الذى يدعم الاستقرار الاقتصادى، وسأدعو الولاياتالمتحدة لكى تساعد فى ذلك. * عندما يغضب المصريون على حكامهم تنال الولاياتالمتحدة جزءاً من هذا الغضب كيف تفسرين ذلك؟ - الأمر ليس مفاجئاً بالنسبة لى، لأن هذا يحدث فى كثير من الدول وليس فى مصر وحدها، ولا أعول عليه كثيراً، وربما يختفى مع الوقت، وأهم شىء أن المصريين يتحكمون الآن فى مستقبلهم، وكلما كان الانتقال الديمقراطى يمضى فى طريقه، زاد الوعى بين الجماهير. * هل كانت الولاياتالمتحدة عنصراً رئيسياً فى تمكين تيار الإسلامى السياسى من السيطرة على الحكم، وهل تسير مصر حالياً على خطى النموذج الإيرانى؟ - هذا التحليل ليس دقيقاً، ودعنى أوضح أن السفارة الأمريكية فى القاهرة لديها اتصالات مع جميع الأحزاب السياسية، ولدينا صورة كاملة وواضحة عن الحياة السياسية فى مصر، ولم نساند أى حزب، وبالنسبة لنا يعد حزب الحرية والعدالة هو ممثل الحكومة، ونتعامل معه على هذا الأساس، ونحن محايدون، والمصريون هم من يقررون طريقهم، ولكننا نتحدث مع جميع الجهات السياسية، ولدينا اتصال مع الجميع دون تمييز فصيل على آخر، وندعم العملية الديمقراطية فى مصر، ونبحث الكثير من القضايا مع الأطراف المختلفة، وإذا ذهب البعض إلى أن الحالة المصرية تسير على خطى النموذج الإيرانى فهذا يعد «هراء»، من وجهة نظرى. * لماذا؟ - الأمر مختلف تماماً فى مصر، لأن فى مصر تلاحماً اجتماعياً، ولا يوجد نوع من المقارنة بين النموذج الإيرانى والعملية السياسية التى تجرى فى مصر حالياً، ولأن مصر تعيش الآن عملية ديمقراطية، على العكس تماماً من النموذج الإيرانى. * هل جرى اختيارك سفيرة للولايات المتحدة فى مصر بسبب خبرتك السابقة فى باكستان وفى التعامل مع الجماعات الإسلامية؟ - هذا غير صحيح، والنموذج الباكستانى مختلف عن مصر تماماً، وهنا فى مصر نجد طريقاً للعملية الديمقراطية، وفى باكستان وضع الجماعات الإسلامية مختلف. * البعض يرى أن الولاياتالمتحدة تتعامل حالياً بنوع من الصمت تجاه قضايا الحريات فى مصر بعد تولى «الإخوان» للحكم.. ما ردُّكِ؟ - المقولة ليست دقيقة، لأننا لم نصمت، ونعلق باستمرار على ما يحدث فى مصر عندما تكون هناك حاجة للتعليق، وتحدثنا كثيراً خلال الفترة الأخيرة، وخلال الأحداث التى مرت بها مصر طوال العام الجارى، كما تحدثنا عن العنف الذى حدث أمام قصر الرئاسة «الاتحادية» وفى أكثر من مناسبة يكون لنا قولنا، ودائماً ما نحرص على التأكيد على ضرورة الحوار، يجب أن يكون هناك حوار وتلاحم بين جميع الأطراف، ويجب أن يتعاون جميع الأطراف السياسية فى العملية السياسية، والمصريون أمرهم محير. * كيف؟ - يريدون منا التدخل فى الشئون السياسية الداخلية إذا كان موقفنا مؤيداً لهم، ولا يقبلون أن نتدخل إذا كنا غير مؤيدين لهم. * لماذا تغيَّر الخطاب الأمريكى واختفت منه القيم التى كانت تتحدث عن الحريات مثل حرية الاعتقاد والأديان وحرية الصحافة والإعلام، وأصبحت تُذكَر على استحياء؟ - لا يمكننى أن أحكم على هذه الرؤية، وذلك لأننى لم أكن موجودة فى مصر فى المرحلة السياسية السابقة، ولكن لو تذكرت، فإن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون تحدثت عن حرية الصحافة، وعن حرية الأديان، وكانت حريصة على ذلك أثناء زيارتها الأخيرة لمصر، ولا أرى أن الصحافة فى مصر تواجه أى قيود، وتقول ما تريد، ولكن أراهن أننا سنتحدث عن الحريات، كما كنا نتحدث عنها فى الماضى إذا حدث لها انتهاك، وعلينا أن نعرف أن كل مجتمع يحاول تفسير الحريات بالطريقة التى تناسبه، وعلى سبيل المثال فالحريات فى واشنطن مختلفة عن مصر، فكل دولة تفسر الحرية حسب رؤية المجتمع. * اعترف المسئول الإعلامى بوزارة الخارجية الأمريكية مايك هامر أنه كانت هناك أزمة بين «الخارجية» الأمريكية والسفارة بالقاهرة بسبب إصدار بيان حول حالات العنف فى مصر يوم 11 سبتمبر ومحاصرة السفارة ولم ينَل إعجاب «الخارجية» الأمريكية وقتها ما تعقيبك؟ - الموضوع أن البيان الذى صدر، وكان يندد بالإهانات للأديان ومنها الدين الإسلامى، ليعرف المصريون أننا نؤيد ذلك، وأننا نؤكد على حرية الرأى والتعبير دون إهانة، وحدث نوع من عدم الفهم فقط. * هل ستعود منظمات المجتمع المدنى الأمريكية مثل «فريدوم هاوس» والمعهد الجمهورى والمعهد الديمقراطى للعمل فى مصر بعد الأزمة القانونية التى لاحقتها؟ - أعلم أن منظمات المجتمع المدنى تريد العودة للعمل السياسى والعمل المدنى، وهناك عدد من المنظمات تتصل بالشخصيات السياسية للعودة، ولكن هناك قيوداً قانونية، ولن تعود إلا بالحل القانونى المناسب لها الذى تضعه الحكومة المصرية. * وهل بحثت هذه المسألة مع المسئولين المصريين لعودة المنظمات الأمريكية مجدداً؟ - نحن نتحدث مع المسئولين طوال الوقت حول الشروط العامة لوضع منطمات المجتمع المدنى، من الناحية القانونية والسياسية، ونريد الدعم ليس فقط للمجتمع المدنى ولكن الثقافة والتعليم وفى شتى المجالات المختلفة. * هل ترين أن مصر ستشهد استقراراً بعد إقرار الدستور، لا سيما بعد ما شهده من انتهاكات فيما يخص الإشراف القضائى وتقييد الحريات ورفض المعارضة له؟ - لا أعرف ولكن أتمنى، والاستقرار السياسى سيؤدى إلى الاستقرار الاقتصادى، والولاياتالمتحدة والمجتمع الدولى يتمنى ذلك، ولا أعرف هل سيحدث الاستقرار أم لا فى مصر، ولكن يجب أن تركز الحكومة المصرية على الاستقرار السياسى الذى يعزز من الموقف الاقتصادى ويرسخ للاستقرار بشكل عام، وفى رأيى فإن كل السياسيين يجب أن يجتمعوا معاً للحوار، والقيادات تجتمع ببعضها البعض، ويجب أن يخرج المصريون فى الشارع لقاعة المؤتمرات للوصول إلى حلول سياسية. * هل تستغربين أحياناً حين يتحدث سياسيون معك حول ترسيخ علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة، فى الوقت الذى تجدين فيه أنصارهم يهتفون ضد سياسة الولاياتالمتحدة؟ - هذا صحيح ونراه طوال الوقت ويحدث فى بلاد كثيرة، والأمر معقد جداً، وهذا يحدث فى الولاياتالمتحدة أيضاً، ولم يكن شيئاً سخيفاً، ولكنه جزء من العملية السياسية ولعبة الأحزاب. * هل سبق أن زرتِ مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين؟ - نعم، زرت مكتب الإرشاد، ولا أتذكر متى بالتحديد وليس مؤخراً وكان منذ فترة. * ولكن قد نفهم أنك تتواصلين مع حزب الحرية والعدالة وهو الحزب الحاكم، ولكن حتى الآن جماعة الإخوان المسلمين بحكم القانون المصرى هى جماعة محظورة فلماذا لم تراعى القانون المصرى؟ - كثير من المصريين يرون أن جماعة الإخوان المسلمين هى جماعة سياسية واجتماعية على الأرض، وأتحدث مع الكثير من قيادات وزعماء الأحزاب، وأتحدث مع المفتى وشيخ الأزهر وبابا الأقباط، وأتحدث مع زعماء الأحزاب وكثير من الشخصيات فى المجتمع، ومسألة «الجماعة المحظورة» لا أعلمها، والأشخاص أصبحوا يتجاهلون هذا المفهوم تقريباً، ولديهم الآن حزب الحرية والعدالة، ومكاتب مختلفة فى القاهرة ومحافظات مصر. * وما الرؤية التى استمعتِ لها من أعضاء مكتب الإرشاد حول العلاقة بين «الإخوان المسلمين» والولاياتالمتحدة؟ - جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسى «الحرية والعدالة» دائماً ما يذكرون أنهم يريدون علاقات إيجابية مع الولاياتالمتحدة، وقالوا لنا ذلك، كما ركزوا فى حملتهم الانتخابية على أنهم يريدون تغيير صورتهم السلبية مع العالم الغربى، ويريدون علاقات إيجابية وعملوا على ذلك، والرسالة التى تؤكدها طوال الوقت «الجماعة» أنهم يريدون التواصل مع العالم الغربى، وتواصلوا مع السفارات الأجنبية بمصر خلال حملتهم الانتخابية، ونجحوا فى ذلك، ونحن نقدر ذلك الأمر، ويركزون على العلاقات الاقتصادية، باعتبارها أمراً مهماً جداً، وجميع الأحزاب فى مصر تعلم أن العلاقات الاقتصادية مهمة بالنسبة للاستثمار، وليس فقط حصرها فى مسألة المعونة الأمريكية. * ماذا عن زيارة المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، للولايات المتحدة الشهر المقبل، وهل جرى ترتيب هذه الزيارة من قِبل السفارة الأمريكية؟ - لا أعلم شيئاً عن زيارة خيرت الشاطر للولايات المتحدة، والسفارة لم يكن لها دور فيها. * وماذا عن جدول زيارة الرئيس محمد مرسى المرتقبة للولايات المتحدة، التى تعد الأولى له منذ انتخابه؟ - نحاول الترتيب لزيارة الرئيس محمد مرسى، والرئيس باراك أوباما مهتم جداً بزيارة الرئيس مرسى، ولكن لم نتفق حتى الآن مع الجانب المصرى حول موعد الزيارة، ولم يتحدد بعد، وكان آخر اللقاءات هو لقاء مساعد رئيس الجمهورية الدكتور عصام الحداد فى واشنطن مع مستشار الأمن القومى. * ألزم القضاء الإدارى قبل أيام وزارة الخارجية بالتدخل للمطالبة بالإفراج عن المعتقل المصرى فى الولاياتالمتحدة، الدكتور عمر عبدالرحمن.. هل من جديد فى هذا الملف؟ - دعنى أؤكد أنه لا يوجد أى طلب رسمى من قِبل الحكومة المصرية فى هذا الشأن وهذه مسألة قانونية، وهناك طرق قانونية إذا رغبت مصر فى تقديمها واتباعها فنحن نرحب بذلك، وإذا رغبت مصر فى معلومات عن حالته الصحية نفيدهم بأهم التطورات الخاصة به. * ظهرت دعوات كثيرة حول تخفيض المعونة الأمريكية وتعليق جزء منها، ما مصير هذه المعونة؟ - هناك مظاهرات حاولت أن تؤثر على العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر، وجعلت الكثير من أعضاء الكونجرس يطالبون بتعليق المساعدات المالية لمصر بسبب هذه المظاهرات، ونحن نتفاوض الآن على صرف المعونات المعلنة مؤخراً لمصر، والإدارة الأمريكية ملتزمة بالمعونة الاقتصادية لمصر، وأنها تدعم وجود علاقات اقتصادية قوية بين البلدين. * ما دور الولاياتالمتحدة فى دعم مفاوضات قرض صندوق النقد الدولى وهل تتوقعين تسليمه لمصر فى ظل الوضع الاقتصادى الحالى؟ - نحن ندعم مفاوضات القرض الذى طلبته مصر، ولا أعتقد أن الحالة الاقتصادية فى مصر ستمنع من إتمام عملية القرض، التى من المقرر استكمالها فى شهر يناير المقبل تقريباً.