دخلت زامبيا تاريخ كرة القدم الإفريقية بتتويجها بلقب كأس الأمم للمرة الأولى في تاريخها بفوزها على ساحل العاج 8-7 بركلات الترجيح، في المباراة النهائية في ليبرفيل، مطلع العام الحالي. وحفلت النسخة ال28 التي أقيمت في الغابون وغينيا الاستوائية بالمفاجآت وخيبات الأمل، وأسفرت عن تتويج منتخب جديد نال اللقب للمرة الأولى في تاريخه هو المنتخب الزامبي. وأكد المنتخب الزامبي تغيير الخارطة الكروية في القارة السمراء بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث لم يعد هناك منتخبات صغيرة ومتواضعة وأخرى كبيرة وقوية، والدليل الأبرز تتويجه باللقب أمام ساحل العاج التي كانت الأوفر حظا لذلك، لاعتبارات كثيرة، أبرزها النجوم والخبرة. وهي المرة الرابعة التي يحسم فيها اللقب بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، بعد الأولى عام 1986 في القاهرة بين مصر والكاميرون (5-4)، والثانية عام 1992 في دكار بين ساحل العاج وغانا (11-10)، والثالثة عام 2006 بين مصر وساحل العاج (4-2). وبات مدرب زامبيا، الفرنسي هيرفيه رينار، رابع مدرب فرنسي ينجح في التتويج باللقب بعد كلود لوروا وبيار لوشانتر (كلاهما مع الكاميرون) وروجيه لومير (تونس). في المقابل، فشلت ساحل العاج في التتويج بلقبها القاري الثاني في ثالث مباراة نهائية لها بعدما أحرزت اللقب عام 1992 في السنغال على حساب غانا 12-11 بركلات الترجيحية الماراتونية (24 ركلة)، والثانية عام 2006 عندما خسرت أمام مصر بركلات الترجيح أيضا. المفاجآت بدأت من التصفيات حيث فشلت 5 منتخبات عريقة هي مصر المتوجة بالنسخ الثلاث الاخيرة وحاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب 7 مرات أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010، والكاميرون (4 ألقاب أعوام 1984 و1988 و2000 و2002)، ونيجيريا بطلة عامي 1980 و1994، وجنوب افريقيا عام 1996، والجزائر عام 1990، فيما حجزت 3 منتخبات بطاقاتها للمرة الأولى وهي بوتسوانا والنيجر وغينيا الاستوائية. وتقام النسخة ال29 في جنوب إفريقيا بعدما كانت مقررة أصلا في ليبيا، بيد أن الأوضاع في الأخيرة دفعت الاتحاد الإفريقي إلى مبادلة بين ليبيا وجنوب إفريقيا التي كان مقررا أن تستضيف النسخة 31 عام 2017. وستقام النسخة الجديدة بعد عام واحد على النسخة الأخيرة، وذلك بعد أن قرر الاتحاد الإفريقي إقامة النهائيات في الأعوام الفردية لكي لا تكون في العام الذي تقام فيه نهائيات كأس العالم. ومرة أخرى، تغيب مصر بعدما خرجت من الدور التمهيدي على يد جمهورية إفريقيا الوسطى، كما تغيب الكاميرون التي خرجت على يد الرأس الأخضر صاحب المفاجأة المدوية. الأهلي سيد الأبطال على جانب آخر، أكد الأهلي أنه سيد القارة السمراء في مسابقتها العريقة دوري الأبطال، عندما ظفر باللقب السابع في تاريخه على حساب الترجي الرياضي التونسي حامل اللقب بالفوز عليه 2-1 في تونس في إياب الدور النهائي على ملعب رادس (جنوبتونس العاصمة التونسية)، معوضا تعادله على أرضه ذهابا. ويحسب الإنجاز للأهلي لأنه حققه في ظروف صعبة للغاية، كونه افتقد إلى المنافسات الرسمية بسبب توقف النشاط الرياضي منذ مطلع فبراير عقب أحداث بورسعيد التي أودت بحياة 74 من مشجعي النادي القاهري عقب مباراته في الدوري المحلي أمام المصري. وخاض الأهلي ذهاب الدور النهائي بحضور جماهيره للمرة الأولى منذ أحداث بورسعيد، حيث سمحت وزارة الداخلية المصرية بدخول 20 ألف متفرج في الإسكندرية، وحذت وزارة الداخلية التونسية حذو نظيرتها المصرية وسمحت ل31 ألف متفرج فقط (بينهم ألف مشجع مصري) بحضور مباراة الإياب على ملعب رادس الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج. وكانت المرة الأولى التي تحضر فيها الجماهير التونسية إلى الملعب منذ الإطاحة في 14 يناير 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حيث كانت مباريات الدوري المحلي تجري بدون جماهير تخوفا من أعمال عنف داخل الملاعب وخارجها. وواصل الأهلي عقدته للأندية التونسية، حيث توج بلقبين على حسابها، علما بأنه أحرز 3 ألقاب في المسابقة على حساب أندية عربية بعد لقبه عام 1987 على الهلال السوداني. وكرر الأهلي ما صنعه في الدور النهائي عام 2006 عندما تعادل مع الصفاقسي صفر-صفر ذهابا في القاهرة وتغلب عليه 1-صفر في رادس. ومثل الأهلي القارة السمراء في بطولة العالم للأندية في اليابان للمرة الرابعة في تاريخه فدخل بوابة الأرقام القياسية كونه أكثر الفرق مشاركة في البطولة بنظامها الجديد 4 مرات مشاركة مع أوكلاند النيوزيلندي، وأكثر الفرق خوضا للمباريات في المسابقة (9)، كما دخل نجمه المخضرم محمد أبو تريكة تاريخ البطولة بتسجيله هدف الفوز في مرمى هيروشيما الياباني (2-1) في ربع النهائي، رافعا رصيده إلى 4 أهداف فيها، وأصبح أفضل هداف مشاركة مع نجم برشلونة الإسباني، الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي، صاحب أربعة أهداف عامي 2009 و2011، والبرازيلي دينيلسون الذي سجل أربعة اهداف لبوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي عام 2009. ومثل الاهلي القارة السمراء أفضل تمثيل وكان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المباراة النهائية، حيث خسر بصعوبة أمام كورينثيانز البرازيلي في دور الأربعة صفر-1، قبل أن يخسر أمام مونتيري المكسيكي صفر-2 في مباراة تحديد المركز الثالث. وهي المرة الأولى التي يحل فيها الأهلي رابعا، بعدما حل سادسا عامي 2005 و2008، وثالثا في 2006. وأفلت لقب مسابقة كأس الاتحاد من عرب القارة السمراء بخروج المريخ والهلال السودانيين من دور الأربعة على يد ليوباردز الكونغولي ودجوليبا المالي على التوالي. ونال ليوباردز اللقب بفوزه على دجوليبا 2-1 إيابا في دوليسي بعدما تعادل معه 2-2 ذهابا في باماكو. وحقق ليوباردز اللقب للمرة الأولى في تاريخه، وبات ثاني فريق كونغولي يظفر به بعد كارا منذ 38 عاما حين تغلب على المحلة المصري في نهائي عام 1974. في المقابل، فشل دجوليبا في تكرار إنجاز مواطنه الملعب المالي عام 2009.