كشف محمد الأبيض، رئيس الشعبة العامة للصرافة باتحاد الغرف التجارية، أن البنك المركزي المصري كلف مفتشين تابعين له بمراقبة أداء شركات الصرافة منذ يومين بصفة مستمرة طوال أيام عمل الأسبوع لمنع انتشار السوق السوداء في بيع وشراء الدولار. وأضاف الأبيض أن المركزي أقدم على تلك الخطوة لتشديد الرقابة وإحكامها على شركات الصرافة في ظل الفترة التي تشهد فيها السوق ندرة في العملة الأمريكية، سواء على مستوى البنوك أو شركات الصرافة. وأوضح الأبيض أن شركات الصرافة ملتزمة تماما بأسعار الصرف التي تحددها البنوك في تعاملاتها مع العملاء، نافيا بيع الدولار بأسعار مختلفة في ظل الأزمة الحالية، مؤكدا أن مفتشي المركزي يتواجدون طوال اليوم داخل شركات الصرافة لمتابعة عمليات بيع وشراء الدولار، فيما تقوم بإخطار المركزي بكافة تفاصيل كميات الدولار التي تحصل عليها "الصرافة" من البنوك، وحجم مبيعاتها من العملة الأمريكية للعملاء وبأي أسعار. وأشار إلى أنه لم يعد هناك معروضا من الدولار بالسوق سواء بالبنوك أو شركات الصرافة، بما يفي بمتطلبات السوق وهو ما سيؤدي حتما إلى رواج السوق السوداء، إذا لم توجد حلول للأزمة الحالية، قائلا إن البنوك لن تستطيع حل المشكلة وتوفير الدولار ولا يمكن اللوم على البنك المركزي، نظرا لأن إيرادات الدولة من النقد الأجنبي في انخفاض مستمر منذ الثورة، وأن السبيل الوحيد لحل الأزمة يكمن في الاستقرار السياسي والأمني. وتساءل "هي البنوك هتجيب منين دولار في ظل انخفاض إيرادات الدولة من العملة الصعبة بسبب التوتر السياسي والأمني؟". يأتي ذلك في الوقت الذي واصل فيه الدولار ارتفاعاته مسجلا زيادة قدرها قرشين خلال تعاملات سوق صرف النقد الأجنبي، أمس، ليصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق خلال 9 سنوات برصيد 621 قرشا في صالات البنوك وشركات الصرافة. وكانت "الوطن" نشرت خبرا عن اجتماع سيعقده الدكتور فاروق العقدة، محافظ البنك المركزي، مع كافة البنوك، السبت المقبل، لبحث الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ووضع خطة عمل لمعرفة أسباب ارتفاع الدولار أمام الجنيه.