ليس الكوليسترول وحده هو المتهم فى جريمة الجلطة

الهوموسيستين متهم رئيسى فى جلطة القلب

نشرت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية دراسة عن مادة يسبب ارتفاع مستواها فى الدم الإصابة بجلطات المخ والقلب وضيق الشرايين، ولقد كان من المعروف قبل اكتشاف هذه المادة أن الكوليسترول هو أخطر المواد التى يترتب على ارتفاع مستواها فى الدم حدوث إصابات فى القلب والشرايين والمخ.
ولكن الدراسات التى أجريت على مدى العشرين سنة الماضية بيّنت أن هناك مادة أخرى غير الكوليسترول، يترتب على ارتفاع مستواها فى الدم الإصابة بجلطة القلب والمخ وأمراض الشرايين، وهذه المادة هى «هوموسيستين» (Homocysteine)، ولقد دلت البحوث على أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين ارتفاع مستوى هذه المادة فى دم الإنسان وإصابته بأمراض القلب والشرايين، حيث تؤدى زيادتها فى الدم إلى حدوث تلف فى بطانة الأوعية الدموية وتكوين جلطات تُسبب الإصابة بأمراض الشريان التاجى للقلب والأوعية الدموية الأخرى. وتفيد نتائج البحث الذى نشرته المجلة الأمريكية أن الدراسة التى أجريت على 15 ألفاً من الذكور قد بيّنت أن الرجال الذين ترتفع نسبة هوموسيستين فى دمائهم تتضاعف فيهم نسبة الإصابة بالنوبات القلبية، ولقد دلت الدراسات على أن سبب ارتفاع نسبة هذه المادة فى الدم هو الإفراط فى تناول البروتينات الحيوانية الموجودة فى اللحوم والبيض والألبان، حيث يوجد فى هذه البروتينات حمض أمينى يطلق عليه اسم «ميتايونين» (METHIONINE)، ويتحول هذا الحمض الأمينى فى الكبد إلى مادة هوموسيستين المسبِّبة لحدوث الجلطة وإصابات الأوعية الدموية. أما البروتينات النباتية الموجودة فى الفول والبقول وغيرها من الأغذية النباتية، فإنها تحتوى على نسب قليلة من مادة ميثايونين التى تتحول فى الكبد إلى المادة الضارة.
وللوقاية من أمراض الجلطة وأمراض الشرايين، فإن الباحثين ينصحون بالإقلال من تناول اللحوم الحمراء مع الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه، حيث تتميز هذه الأطعمة، بالإضافة إلى احتوائها على نسبة قليلة من المادة المسببة لإصابات القلب والشرايين، باحتوائها على عدد من الفيتامينات ومضادات الأكسدة، وهى مواد تبين أنها تساعد فى تخفيض نسبة الكوليسترول فى الدم، كما تساعد فى الوقاية من أمراض كثيرة، مثل الجلطة وتصلب الشرايين وأمراض الجلد والعيون والكبد والمخ والمفاصل، كما تساعد فى الوقاية من أمراض كثيرة، مثل الجلطة وتصلب الشرايين وأمراض الجلد والعيون والكبد والمخ والمفاصل، كما تساعد فى الوقاية من أمراض التلوث البيئى وأمراض التدخين والسرطان.
ولقد تبين أن الأغذية الغنية بفيتامينات «ب6»، و«ب12» وحمض الفوليك (FOLIC ACID) تساعد فى تقليل مستوى مادة هوموستيستين فى الدم، وبالتالى تقليل فرصة الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض الأوعية الدموية.
ويستطيع الإنسان الحصول على قدر كافٍ من فيتامين «ب6» بتناول الأسماك والدجاج والفواكه والخضراوات والحبوب، أما فيتامين «ب12» فهو يتوافر فى الكبدة والفراخ والأسماك واللبن والزبادى. ويوجد حمض الفوليك بنسب مرتفعة فى البرتقال واليوسفى والجريب فروت والطماطم والفول والخضراوات.
ويعتبر الموز من أهم الأطعمة التى تساعد فى الوقاية من النوبات القلبية وأمراض الجلطة والأوعية الدموية، حيث يحتوى الموز على نسبة مرتفعة من فيتامين «ب6» الذى يساعد على تخفيض مستوى مادة هوموسيستين فى الدم. ومن فوائد الموز أنه يساعد فى الوقاية من الأمراض السرطانية، حيث بينت نتائج دراسة حديثة نشرت فى مجلة طبية أمريكية أن الأفراد الذين يتناولون الموز بصفة مستمرة يقل لديهم فرصة الإصابة بسرطان القولون والفم والرئة، كما بيّنت هذه الدراسة أن الموز يساعد فى وقاية بطانة المعدة من الإصابات الناجمة عن زيادة إفراز العصارة المعدية والإصابات التى يسببها الأسبرين والأدوية المستخدمة فى علاج الأمراض الروماتيزمية فى الأغشية المبطنة للمعدة والأمعاء، ويتميز الموز باحتوائه على نسبة مرتفعة من عنصر البوتاسيوم الذى يساعد فى انقباضات العضلات الإرادية، كما يساعد البوتاسيوم فى تنظيم ضربات القلب.
ينمو فى الهند نوع من الموز يُطلق عليه اسم «موز الجنة» وهو يحتوى على مواد تساعد فى علاج أمراض الجهاز الهضمى ويستخدم الهنود موز الجنة فى تحضير دقيق الموز، وذلك بعد تجفيف الثمار، ومن فوائد هذا الدقيق أنه يُستعمل فى علاج عُسر الهضم وطرد الغازات من الجهاز الهضمى، كما يُستخدم فى علاج التهابات المعدة، وفى الوقاية من قرحة الجهاز الهضمى، ومن مزايا الموز أنه يحتوى على نسبة مرتفعة من مادة البكتين (PECTIN)، وهى مادة تبين فعاليتها فى تخفيض مستوى الكوليسترول فى الدم وفى الوقاية من أمراض جلطات الشرايين، كما تبين أن مادة البكتين تساعد فى علاج مرض السكر، كما تساعد فى تقليل مضاعفات هذا المرض، ومن فوائد مادة البكتين أنها تساعد فى علاج الإسهال.