شهد اليوم الأول من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الخامسة التي ترفع شعار "إفريقيا الخيال" حضورا حاشدا ومكثفا من الجمهور والنقاد والإعلام، وبدأ اليوم بندوة ومؤتمر صحفي للمكرمين المخرجة السنغالية صافي فاي والمخرج جاستن كابوريه والفنانة منة شلبي. ثم جاء الاحتفال بمرور 50 عاما على مهرجان أيام قرطاج السينمائية وبعدها معرض المصور محمد بكر، الذي افتتحه وزير ثقافة ساحل العاج ومن بعدها معرض آخر لفناني الأقصر ثم عرض فيلم لصافي فاي. وجاء ختام اليوم بفيلم "نوارة" للمخرجة هالة خليل، الذي امتلأت صالة العرض عن آخرها لمشاهدته، وأقيم عقب الفيلم ندوة أدارها الناقد طارق الشناوي، بحضور صناع الفيلم البطلة منة شلبي التي تساقطت دموعها عقب انتهاء الفيلم وهنأها الجميع بدورها العبقري، وحضر الندوة أيضا الفنان أمير صلاح الدين والمنتج محمد صفي والمخرجة هالة خليل. وبدأ الناقد طارق الشناوي مقدمته قبل الفيلم قائلا: "هذا هو أول فيلم روائي يقدم الثورة بتفاصيلها المتعلقة بالإنسان المصري وعمق الفيلم أنه مع الثورة وحالة الشجن أقرب إلى مرثية والفيلم يقول كل شيء بلا صخب ولكن المخرجة كانت حريصة على تقديم حالة درامية بنوع من الهدوء والإيحاء، ومنة شلبي عمرها الفني 17 عاما لكن في هذا الفيلم هناك حالة نضج خاصة". وأضاف الشناوي: "الفنان محمود حميدة هو أذكي ممثل في جيله فهو يرى قانون السينما ويعرف كيف يستغل طاقته ولديه قدرة أن يجعل في الدور وهجا وإحساسا كبيرا، أما أمير صلاح الدين فهو حصل على البطولة ويستحقها، والموسيقية ليالي وطفة كانت متميزة ووراء هذا الفريق المنتج محمد صفي وهو يناقش قضية ليس بها مفردات تجارية ولذلك يستحق التحية. وقال المنتج محمد العدل إن الفيلم صادق جدا وظهوري في الفيلم، موجها الشكر للمخرجة وجميع صناع الفيلم على هذه التحفة الفنية، مضيفا الفيلم جميع عناصره رائعة". الفنانة منة شلبي تلقت سؤالا عن معايشتها للشخصية فقالت: "نوارة في كل مكان في مصر وشكل الشخصية جاء من خلال مذاكرة مع المخرجة وهي منحتني سيناريو متكامل أشكرها عليه". وقال الناقد هشام لاشين: "إن الفيلم حقيقي يناقش الثورة وانعكاستها والفيلم ركز على أهم منطقة في ثورة 25 يناير وهي الناحية الاقتصادية وأحلام البسطاء وأكثر المناطق أعجبتني حالة التجانس بين نوارة والكلب فقد كان الاثنان أوفياء، ومحمود حميدة كان حكيم الفيلم لأنه كان لديه استشعار بما سيحدث ولذلك أشكر هالة خليل على السيناريو والبناء المحكم والنعومة في الفيلم فهو بالفعل فيلم صادق". وقال المخرج عمرو عابدين: "إنني حينما أتحدث عن هالة خليل فهي دفعتي وهي مخرجة مهمة وأحيي منتج الفيلم لأنه ابتعد عن التوليفة التجارية والفيلم يحمل موضوعات وجملا مهمة جدا". وطرحت نورا أنور، الصحفية ب"الكواكب"، سؤالا على المخرجة هالة خليل حول مقصدها من الفكرة الخاصة بنزول الثوار للميدان من أجل حصولهم على أموال وعوائد، ورد على السؤال المخرج شريف مندور الذي يرى أن هالة كانت مع الثورة وليست ضدها". وقالت هالة خليل ردا على عدد من الأسئلة: "إن الفيلم ليس حدوتة لكنه إيقاع اخترته لكي يفكر المشاهد ولا أحب التحدث وأهتم أكثر بالسماع لما قدمته لكن نوارة لديها تراكمات كثيرة وكل مشهد كان يحمل فكرة والتحول في الشخصية كان كثيرا داخل الفيلم وعندما قررت نوارة أن تتزوج علي في البيت كنت أريد معرفة رد فعله من الجمهور الذي شاهد الفيلم من قبل واكتشفت أنه وصل بشكل كبير". الفنانة سلوى محمد علي قالت إنه فيلم يليق بكم، وبطل الفيلم هو "أمير" وهو الشخصية الوحيدة التي أعادت ما سرقه وأنا سعيدة من الكومباوند الذي تحوَّل لأشباح وسعيدة بأن الناس الذين كانوا حول نوارة كانوا يعاملونها بشكل راقٍ لكنهم في نفس الوقت كانوا من أكثر من ظلموها مثلما كان الرئيس الأسبق مبارك يقولون عنه إنه رجل طيب ورجل رقيق ولكنه ظلم الشعب كله بدون وكان سببا في فقره ومرضه ومأساته، لافتة إلى أنها سعيدة جدا بنهاية الفيلم لأن النهايات دائما تكون سعيدة". وقال المخرج أحمد ماهر إننا تربينا خطأ عن المفهوم السياسي في السينما وهذا الفيلم ليس عن الثورة ولكنه عن الناس والمخرجة تحدثت بصدق عن الثورة من خلال البني آدمين المحيطين بها، والفيلم به مميزات كثيرة منها السيناريو الذي ينمو بشكل مستمر، والفنانة منة شلبي هذا الفيلم شهادة ميلاد بالنسبة لها. وقالت الفنانة درة، في نهاية الندوة، إن أهم ما لمسها وأعجبها في الفيلم الذكاء الشديد والجانب الإنساني بعيدا عن التقليدية والفيلم كله رائع جدا وأحيي كل صناعه على المجهود والإبداع الذي بذلوه.