كشفت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة أن منطقة شمال إفريقيا التي تشمل مصر وليبيا والجزائر وتونس والمغرب، تهدر 50% من احتياجاتها الغذائية، ونصيب الفرد من الهدر يصل إلى 250 كم سنويا. وكشفت الورشة التي عقدتها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بالتعاون مع "فاو"، أن هناك مشروعا مشتركا لتقليل فقدان وإهدار الغذاء في جميع عمليات الإنتاج الغذائي المعروفة مع التركيز على مرحلة ما بعد الحصاد، ومرحلة التجهيز التجاري، والعمل على تنظيم سلاسل التغذية، مع العمل على تقليل معدلات تلوث البيئة بحيث تكون هذه الآليات أكثر شمولا وقبولاً من أصحاب الحيازات الصغيرة، وأكثر قدرة على تحقيق القيمة المضافة، إلى جانب توفير المزيد من فرص العمل في المناطق الريفية سواء المتعلقة بالمجالات الزراعية أو الصناعات الزراعية. وقال باسكوالي ستيدوتو، ممثل الفاو في مصر، في بيان له اليوم: "تشكِّل ورشة العمل هذه فرصة لتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على ما يتم إنتاجه، والتفكير جديا في التكلفة الحقيقية للمنتج الزراعي، من مياه ووقود وأيد عاملة وأسمدة، والعمل على وقف الفاقد والمهدر من الأغذية، لأن ذلك يوازي في أهميته زراعة مساحات جديدة. من جانبها، استعرضت كريستينا سكاربوتشي، الخبيرة الفنية في الفاو، آليات وخبرات "فاو" للحد من فقد وإهدار الغذاء عبر تطوير سلاسل غذائية مستدامة، خاصة أن دول منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا تستورد 50% من إجمالي احتياجاتها الغذائية ولا تزال دول هذه المنطقة تعاني من عجز غذائي، ومع ذلك تفقد المنطقة كمية كبيرة من الغذاء تقدر بنحو 250 كجم/للفرد من المواد الغذائية سنويا على مدار السلسلة الغذائية، وهو متوسط أعلى من المستوى العالمي. وعلى الرغم من أنها تختلف من بلد إلى آخر، إلا أن أسباب وجذور فقد وهدر الأغذية تعود عموما إلى النظم الزراعية الفقيرة، وقصور البنية التحتية والممارسات التي تحدث أثناء المراحل المختلفة لسلسلة الإمداد، وهذا يتضمن ممارسات التداول، والنقل، وتقنيات التجفيف، والتخزين لاسيما التخزين البارد، والتلوث والإصابة بالكائنات الحية الدقيقة والقوارض والآفات الأخرى، لذا فإن عدم كفاية الأسواق ونظم التسويق، فضلا عن عدم كفاية التمويل تمثل عوامل رئيسية مهمة في هدر الأغذية. كما قامت الدكتورة داليا عبد الحميد ياسين، من برنامج التعاون الحكومي، بالتحدث عن أهداف المشروع ونتائجه المتوقعة، ثم اختتمت الورشة بفتح الباب للمداخلات والمناقشات. وتشير دراسات حديثة إلى أن الفاقد والمهدر من الغذاء يساهم في تقليل توافر الغذاء وتفاقم ندرة المياه وزيادة الواردات الغذائية، لذا التزمت الحكومات بالعمل على تخفيض الفاقد والمهدر من الغذاء بنسبة 50% على مدار السنوات العشر المقبلة في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بحيث من المفترض تحقيق هذا الهدف بحلول عام 2024 وهو ما يمثل تحدياً كبيراً ولكنه مهم جداً لتحقيق الأمن الغذائي في هذه المنطقة.