لم يكن المهندس الإيطالى ماريو روسى يدرك، وهو يصمم مسجد «القائد إبراهيم» عام 1984، أنه سيكون مكانا يتقاتل حوله المصريون بعد عشرات السنوات من تشييده، بدلا من تفاخرهم به، ليس فقط كونه تحفة معمارية تزين قلب مدينة الإسكندرية، بل أيضا لأنه أصبح قبلة وحدت صفوف ثوار المدينة، بمختلف توجهاتهم من ليبراليين، واشتراكيين، وإخوان، وسلفيين، حين خرجوا جميعا فى صفوف واحدة يهتفون بسقوط مبارك ونظامه. استعادت «الوطن» المشهد منذ بدايته عند مسجد القائد إبراهيم، حين خرج الشعب السكندرى على قلب رجل واحد يطالب بإسقاط نظام مبارك، وقتها ذاب الجميع فى كيان واحد، لا تستطيع التفريق بين من هو إخوانى أو ليبرالى أو يسارى أو غير ذلك؛ فالمطالب واحدة والحناجر ترتفع بنفس الهتافات، والمصابون والجرحى والشهداء يسقطون بنفس الرصاص الخارج من فوهات جنود الأمن المركزى ووزارة داخلية حبيب العادلى والرئيس السابق حسنى مبارك، لكن الوضع اختلف؛ فأصدقاء ورفاق الأمس صاروا أعداء اليوم، وتبدلت الأحوال وصار التخوين والعنف والسلاح سيد الموقف. سقط مبارك وتهاوى نظامه، وجاء دستور مرسى، الرئيس الجديد، ليقضى على وحدة الصف ويقسم الثوار، وتتحول ساحة المسجد من الهتاف الموحد إلى المعارك الدامية وحرب الشوارع، ليصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم، جمعتهم رغبتهم المخلصة فى تطهير البلاد من ظلم مبارك ونظامه، وفرقهم دستور مرسى وأنصاره. الأخبار المتعلقة: «حى على الجهاد» تبدأ معارك الإسلاميين مع القوى السياسية ب«القائد إبراهيم» الوطن» ترصد تفاصيل الساعات الأخيرة قبل جمعة «فرد العضلات الإسلامية» بالإسكندرية «القائد إبراهيم».. بناه مهندس إيطالى فى الذكرى المئوية لوفاة إبراهيم باشا.. وجمع مئات الآلاف فى صلوات التراويح والتهجد قبل وبعد الثورة 88 جمعة رسمت مشهد «القائد إبراهيم» من وحدة القوى الوطنية حتى المواجهات المسلحة صحف عالمية تعليقاً على صور «الوطن» عن أحداث «القائد إبراهيم»: نهاية العالم الحقيقية «الأمن» تعرض للطُرد من أمام المسجد فى عهد مبارك.. فتركوه فى حماية الميليشيات فى عهد مرسى