اذا كان لميدان التحرير قدسيته الخاصة ورمزيته في تجمع المصريين لإسقاط نظام مبارك والثورة عليه فإن ميادين أخري كالقائد إبراهيم بالإسكندرية كانت ولازالت دعما للميدان الأم حتي أصبحت محفورة راسخة في أذهان كل المصريين وليس أهل الاسكندرية وحدهم لما ارتبطت به من أحداث تاريخية حددت مصير شعب حرم من كرامته وجاء ليستردها.. وكلها شاهدة علي حرب شوارع دارت بين عناصر الأمن وشباب مصر. الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن الغالي. ويعد جامع القائد إبراهيم أو جامع ابراهيم من أشهر المساجد التي بنيت بالإسكندرية في منطقة محطة الرمل. حيث يشتهر الجامع بمئذنته الطويلة الرشيقة وأيضاً جذبه للمصلين من جميع أحياء الاسكندرية خصوصا في شهر رمضان. كما يشتهر المسجد بخطيبه السياسي المعارض للظلم علي مر العصور الشيخ أحمد المحلاوي الذي منع من اعتلاء المنبر في عام 1996 ثم عاد مؤخراً للخطابة لتقوم ثورة يناير فيشحذ المحلاوي هم الشباب. وليتحول المسجد إلي قبلة للمتظاهرين طيلة عام علي الثورة. ويختلف المحلاوي أحيانا مع التيارات السياسية "ليبرالية وعلمانية ويسارية" ويتفق معهم أحيانا أخري. إلا أنهم دائماً يقصدون المسجد كمكان ثابت للتجمع فيه ثم ينطلقون في المظاهرات. وفي شهر رمضان من كل عام يصلي مريدو المسجد خلف الشيخ حاتم فريد. وقد شهد رمضان الماضي دعوة الشيخ علي الليبراليين والعلمانيين حيث قال "اللهم عليك بالليبراليين والعلمانيين فإنهم لا يعجزنك بشيء" وعلي إثرها قام أحمد حافظ- ناشط سياسي- وآخرون بتقديم بلاغات رسمية للمطالبة بمنع الشيخ من إمامة المصلين وقام عدد آخر من شباب الثورة بالمطالبة بمنع المحلاوي من الخطابة بعد هجومه عليهم. إلا ان المسجد لازال هو مكان التجمع الرئيسي لثوار الاسكندرية. ويعود تاريخ بناء المسجد إلي عام 1948 حيث قام بتصميمه المهندس المعماري الايطالي المقيم في مصر. أقيم المسجد في الذكري المئوية لوفاة القائد إبراهيم باشا ابن محمد علي والي مصر السابق ومؤسس العسكرية المصرية الحديثة. وقام بتصميم المسجد مهندس إيطالي الأصل شغل منصب كبير مهندسي الأوقاف عقب مسابقة أقيمت لذلك وأصبح القائم علي أعمال القصور والمساجد في عهد الملك فؤاد الأول.. ومسجد القائد ابراهيم انتقي زخارف من عصور مختلفة وبمئذنة رشيقة مرتفعة تتميز عن دونها بوجود ساعة فيها ويوجد بجانب الجامع دار مناسبات تابعة للمسجد ويطل المسجد علي كورنيش الاسكندرية ومقر مركز الاسكندرية لصحة الأسرة الذي كان سابقا مقرا للمركز الاقليمي لمنظمة اليونيسيف وحديقة الخالدين فضلا عن ذلك ميدان محطة الرمل الشهير وكلية الطب بجامعة الاسكندرية. وليبقي "القائد إبراهيم" واحداً من أشهر مساجد محافظة الاسكندرية شمالي مصر ان لم يكن أشهرها علي الاطلاق. ليس فقط بسبب جذبه المصلين من جميع أحياء المدينة الساحلية. وانما لما يمثله دائماً باعتباره رمزا لذروة النضال السكندري. بعد ان تحولت ساحته إلي مقر دائم للتعبير عن الهموم والمشاكل.