في الوقت الذي يتقدم فيه الجيش السوري الحر في الاراضي السورية، يبادر الرئيس السوري بشار الاسد في استخدام الاسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري من المدنيين العزل، وكذلك ضد الجيش السوري الحر، وبعد أن احرز الجيش الحر تقدما ملموسا على الاراضي السورية خلال سيطرته على ثلاث سرايا، بالاضافة إلى مركز القيادة في الفوج 111 بمنطقة الشيخ سليمان في حلب، استخدم الاسد الفسفور الابيض المحرم دوليا في محاربة الجيش الحر. وطبقا لاتفاقية جنيف فإن الفسفور الابيض من المواد المحظور استخدامها دوليا في الحروب فهي مادة شديدة الاحراق تشتعل بوميض ساطع جداً ولفترات طويلة، وتستخدم المادة في احيان كثيرة لصنع ستائر دخان لكن يمكن استخدامها ايضاً كسلاح يسبب حروقاً بالغة اذا لامس الجلد. والفسفور الابيض بعد ان تم تصنيفه مادة حارقة، فرض حظرعلى استخدامه في البروتوكول الثالث الملحق ب "المعاهدة الدولية حول حظر بعض الاسلحة التقليدية" سنة 1983، وتحظر تلك المعاهدة استخدامه ضد الاهداف العسكرية التي تقع ضمن تجمعات مدنية، الا اذا كانت معزولة بوضوح عما يحيط بها من سكان مدنيين، ومع استخدام الاحتياطات الكافية لحمايتهم عند استخدامه. وفي هذا الشأن، يؤكد المعارض السوري رياض الغنام أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها بشار الأسد للأسلحة الكيماوية، مشيرا إلى أنت الأسد استخدم من قبل القنابل العنقودية والأنشطارية، ملمحا إلى أن حظر استخدام الاسلحة الكيماوية لم يفعل بسبب التراخي العربي والدولي. ويشير المعارض السوري رياض الغنام في حديثه ل"الوادي" إلى الملف السوري كان لابد أن يطرح في المحكمة الجنائية الدولية، خاصة بعد أن انتهج الأسد سياسة الابادة الجماعية ضد شعبه، باستخدام القصف الصاروخي أو المذابح، وبالرغم من ذلك لم يحتل الملف السوري مكانة في المحكمة الجنائية الدولية لإدانة الرئيس ضد استخدام القمع والقتل ضد الشعب السوري. ويحمل الغنام المجتمع الدولي والعالم العربي المسئولية الكاملة عن السكوت عن حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه بكل الطرق المشروعة، خاصة بعد تراخي المجتمع الدولي في الدفاع عن "الأسرة الدولية" الذي من المفترض ان يكون حاميا لها في كل الاحوال. ويضيف الناشط السوري أن العالم العربي والدولي لم يتخذ موقفا بعد استخدام النظام لحوالي 400 كيلو جرام من القذائف على المدنيين، لذلك لن يتخذ موقفا بعد استخدام الاسلحة الفسفورية والعنقودية ضد الشعب السوري الأعزل. ويتابع الغنام قائلا:"لم يحدث ان ثار رئيس عربي أو رئيس لدولة اوروبية ضد ممارسات بشار الاسد في المذابح التي يرتكبها ضد شعبه، وأحمل الدب الروسي – وهو الحليف للنظام السوري - المسئولية تجاه السكوت عن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، ملمحا إلى أن روسيا تقف حجر عثرة في طريق إدانة النظام السوري، أو وقف مسار القضية السورية في مجلس الأمن". ويردف رياض الغنام في الحديث عن البند العاشر من ميثاق الأممالمتحدة الذي يقول "أي رئيس لدولة يستخدم المذابح ضد شعبه كان حقا ان ترفع القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية"، مضيفا أن حدوث عكس ذلك لن يفيد القضية السورية في شئ، ويعرقل حقوق الشعب السوري في الحصول على حقه في البقاء حيا في أرضه. ويحمل الغنام العالم كله نتيجة التخاذل الحادث في القضية السورية، مضيفا أنه كان على كلا من الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي تقديم المساعدات للشعب السوري وللقضية السورية على وجه العموم، ولكن التخاذل العربي والدولي هو ما يبيد الشعب السوري، مختتما" تعددت الاسباب والموت واحد".