بعد الحصول على موافقة لجنة شئون الاحزاب والاعلان عن تأسيسه بشكل رسمي, سعى حزب الدستور لان يكون "الاب الروحى" للاحزاب الليبرالية المصرية والمنبر الاول للقوى المدنية واللليبرالية فى اعقاب ثورة 25 يناير وفى اطار ذلك بدأ حزب الدستور فى فتح حوارات موسعة مع عدد من الاحزاب المدنية لاندماج تلك الاحزاب تحت راية الدستور و مبادئه وسياساته, وفى سرية تامة جرت مناقشات بين الدستور وحزب العدل لاندماج الاخير مع الدستور وبعد مفاوضات بين عدد من قيادات الحزبين حضرها عماد السيد أحمد رئيس حزب العدل ونائبيه هشام اكرم وهشام البسطويسى تم الاتفاق على بدء الاجراءات الخاصة بالاندماج مع الدستورعلى ان يتم الاندماج وفقا لخطوات تبدأ باجراءات تنفيذية على رأسها العمل المشترك في المحافظات المختلفة, واعلن الدكتور محمد البرادعي عن ترحيبه باندماج العدل مع الدستور معتبرا ذلك خطوة حقيقية نحو بناء مصر الحرية والعدالة الاجتماعية,لم يكتفى الدستور بتلك الخطوة وقرر فتح باب المناقشات لاندماج احزاب مدنية اخرى تحت رايته ولعل المفاوضات التى يجريها الدستور فى سرية تامة الآن مع حزب مصر الحرية الذي يرأسه الدكتور عمرو حمزاوى هى الخطوة التالية فى طريق الدستور لضم اكبر عدد ممكن من الاحزاب المدنية وتكوين حزب ليبرالى قوى يعبر عن القوى الليبرالية المصرية التي شهدت حالة من التشتت والتشرذم فى المرحلة الماضية. من جانبها لم تنفى قيادات حزب الدستور المفاوضات مع مصر الحرية, مكتفين بالاعلان عن انها مجرد مفاوضات اولية لم تدخل فى طور المناقشات الجادة, فقد اكد الدكتور أحمد دراج أحد وكلاء مؤسسي حزب الدستور ل"الوادي" على وجود مفاوضات بين الدستور ومصر الحرية على أن يكون الاندماج تحت نفس مبادئ وأهداف الدستور السياسية والاجتماعية والاقتصادية, مضيفا بأن هناك عدد من الخطوات التى تسبق الاندماج أولها إقامة مصر الحرية لجمعية عمومية لمناقشة الاندماج وفى حالة موافقة الجمعية العمومية على ذلك فإنه يتوجب على مصر الحرية إخطار لجنة شئون الاحزاب بذلك,بينما اكتفى الدكتور عماد ابو غازى امين عام حزب الدستور بالتأكيد على وجود مفاوضات بين الحزبين ,مشيرا إلى أن المفاوضات مازالت أولية. و قال ياسر الهواري أحد مؤسسي حزب الدستور أن الحزب قد رحب بالتحالف والاندماج مع أي حزب سياسي لتكوين كيان حزبي قوي يستطيع إعادة التوازن إلى الحياة السياسية المصرية, مضيفا بأن الاتجاه العام داخل الحزب هو الترحيب باندماج أي حزب بشرط التفاهم والاندماج على أسس صحيحة. واكد الدكتور سعيد اللاوندى الخبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية ان فكرة الاندماج بين الاحزاب السياسية جاءت للقضاء على سيطرة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الاخوان المسلمين على مقاليد الحكم فى البلاد و مواجهة سعى الاخوان لاحتكار السلطة فى البلاد. و لفت اللاوندى الى ان اندماج حزب الدستور مع العدل والسعى الى الاندماج مع احزاب اخرى يأتي فى اطار سعى الحزب الى اعادة التوازن الى الحياة السياسية فى مصر, مشيرا الى ان اختلاف الايدلوجيات بين تلك الاحزاب قد يهدد بوجود خلافات داخل الحزب وقد يهدد بانقسامات داخلية تؤدى لانهيار الحزب نتيجة لامكانية انعدام الديمقراطية داخل الحزب لتعدد التوجهات السياسية بين اعضاءه. واوضح الدكتور جمال زهران استاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس ان حزب الدستور يسعى الى ان يكون أحد منابر القوى الوطنية المصرية في اعقاب ثورة 25 يناير, بعدما فشلت القوى الوطنية في التوحد, مشيرا الى ان الاندماج تحت كيان موحد قوى هو ظاهرة ايجابية يجب استمرارها لخلق كيانات قوية تواجه تيارات الاسلام السياسى وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين.