استنكر فضيلة الدكتور أحمد الطيب -شيخ الأزهر- ما نشرته ما نشرته مجلة تشارلي ابدو الفرنسية الساخرة في عددها الصادر من رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. وأكد فضيلة الإمام الأكبر على ضرورة توقف الحرية عند حدود حرية الآخرين، وإلا فهي حرية العبث والسخرية والهبوط وسوء الأخلاق، والجهل بالحضارات والأديان، والجهل والجحود لما أداه الإسلام وحضارته من دور كبير بعلومه التي تُرجِمت في القرن الثالث عشر إلى لغات أوروبا، وشكَّلت أهم أسس عصر النهضة لأوروبا الخارجة من عصر الظلمات. وكان وزير الخارجية الفرنسي (في لقائه مع شيخ الأزهر أمس) قد أبدى تفهما كاملاً لموقف الأزهر وغضبه ورأيه. وأكد فضيلة الإمام الأكبر على ضرورة أن يظل التعبير عن الرفض والغضب بأساليب سلمية؛ حفظًا لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومواقفه في دفعه للعداء، بما يليق به كخاتم رسل الله إلى الإنسانية كلها، مشددا على ضرورة مساندة نداء الأزهر إلى أمين عام الأممالمتحدة لاستصدار قرار بتجريم الاعتداء على الأديان والإساءة إليها وإلى رموزها، ومعاملة مَن يرتكب هذه الجرائم معاملة جرائم العداء للسامية. وكانت القناة الفضائية الفرنسية فرانس 24 قد نقلت طلب رئيس وزراء فرنسا أمس إلى رؤساء ومحرِّري الصحف التي قرَّرت نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام ولرسوله ورسول الإنسانية سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في جريدة شارلي ابدو بالتراجع؛ لأنَّ هذا سيُثير الكراهية بين الشعوب ممَّا لا تقبله الحكومة الفرنسية، إلا أن هذه الصحيفة أصرَّت وتمادت في نشر هذه الأعمال العبثيَّة، وكأنها تريد أنْ تصبَّ مزيدا من الزيت على النار التي أشعَلَها الفيلم الغبي والهابط والحقير في الولاياتالمتحدة.