فى جلسة هادئة بين إثنين من أعظم الفلاسفة والمفكرين"مايكل هارت" والفيلسوف الفرنسي "فولتير" دار الحوار عن أعظم البشر وطرحت اسماء كثيرة، وكلما وضع مؤلفنا "هارت" معايير للإختيار كان يتم إستبعاد الكثير من الأسماء، فتم أستبعاد شخصيات هناك شك فى وجودها، واستبعدت شخصيات قليلة الأثر فى البعد الزمانى والمكاني،وأستبعد أخرون لا ندرى كيف عاشو ولا حقيقة تاريخهم، وإنجازاتهم المزعومة. وفى النهاية إستقر النقاش على إختيار محمد – صلي الله عليه وسلم – كأعظم شخصية فى تاريخ البشرية.. فلماذا ؟؟. يقول المؤلف إخترت "مُحَمْدً" – صلي الله عليه وسلم – فى أول تلك القائمة لأنه الإنسان الوحيد الذى نجح نجاحاً مطلقاً على المستوى الديني والدنيوي، وأنه القائد الوحيد الذى نجح على المستوى السياسى والعسكري والديني أيضاً فى بناء دولة قوية، إمتد أثرها إلى ما يزيد عن ثلاثة عشر قرناً من وفاته ، ومازال التأثير الذى أطلقه قوياً متجدداً. ويضيف "هارت" أن من الأسباب الأخرى لإختيار محمد – صلي الله عليه وسلم – كأعظم شخص فى تاريخ البشرية، أنه وُلد ونشأ فى منطقة متخلفة من العالم القديم بعيداً عن مراكز التجارة والحضارة والثقافة والفن، وقد مات أبوه وهو لم يخرج إلى النور، وماتت أمه وهو فى السادسة من عمره، ونشأ فى ظروف صعبة ومتواضعة، ولم يتعلم حتى الكتابة والقراءة. ويشير المؤلف أن قوة إنجاز سيدنا محمد – صلي الله عليه وسلم – فى نشر الدعوة فى وسط مجتمع أغلبه من الوثنيين عباد الأصنام، وأمضى ثلاث سنوات يدعو إلى الدين الجديد بين أهله وعدد قليل من الناس، وعندما جاهر بدعوته لاقى عنتاً ومقاومةً وإيذاءاً حتى غادر إلى المدينة، وكانت تلك الهجرة نقطة تحول فى تاريخ الإسلام. وبمرور السنوات زاد عدد المهاجرين والأنصار المؤمنين بالرسول، ودخلوا فى معارك مع جيوش تفوقهم فى العدة والعداد، ومما اضافه المؤلف من اسباب عظمة رسولنا الكريم ، أنه إستطاع أن يوحد بين قلوب العرب، وأن يملأ صدورهم بالإيمان فى وقتٍ إتصف فيه البدو بالشراسة والوحشية والتمزق. وفى عام 642 ميلادية، إستطاع المسلمون إنتزاع مصر من الإمبراطورية البيزانطية، وقبلها سحقوا القوات الفارسية فى 637 ميلادية فى موقعة "القادسية"، وفى 642 فى موقعة "ننوي". ولم تكن تلك الفتوحات نهاية المطاف بل إستطاع المسلمون فى عام 711 ميلادية إكتساح شمال أفريقا حتى وصلوا للمحيط الأطلسي وعبروا مضيق "جبل طارق"، وعبروا "أسبانيا" وتأهبوا للسيطرة على كامل العالم المسيحي. ويفسر المؤلف تلك النجاحات بأن محمد – صلي الله عليه وسلم – ملأ قلوب هؤلاء البدو إيماناً وعزةً، وأن تلك الإمبراطورية لم تكن خاصة بالقوة العسكرية فقط، بل بمنهج وسلوك، ويُدلل المؤلف على ذلك بأنه بعد إنقطاع حركة الفتوحات ظل الإسلام يتمدد ويتوسع على مدى القرون التالية فى أفريقيا وباكستان وإندونيسيا، وأنه - أى الإسلام – استطاع أن يوحد بين مئات الجزر فى أندونيسيا وشبه القارة الهندية المختلفة فى الديانات واللهجات والأعراق. ويؤكد المؤلف على صحة إختياره لمحمد – صلي الله عليه وسلم – دون كل الشخصيات التاريخية المشهورة، بأن دوره كان أخطر وأعظم فى نشر الإسلام وتدعيمه، وإرساء قواعد شريعته، أكثر من اى زعيم أو قائد أخر، وأنه كان قوة جبارة إمتد تاثيرها لعقود طويلة بعد وفاته على أتباعهن وفى الجزيرة العربية بل فى العالم باأسره. ويلفت المؤلف النظر إلى أنه بخلاف أحداث كثيرة فى التاريخ فان الحضارة الإسلامية لم يكن لها لتنشأ، أو تنمو، أو تتوسع دون وجود مٌحَمْد – صلي الله عليه وسلم – ، ويرجع "هارت" هذا إلى أن الرسول – صلي الله عليه وسلم – كان المسئول الأول والأوحد عن إرساء قواعد الإسلام، وأصول الشريعة، والسلوك الإجتماعي والأخلاقى والمعاملات بين الناس. وينتقل بينا المؤلف إلى العصر الحديث ليثبت مدى إمتداد تأثير شخصية الرسول الكريم فى الوحدة بين العرب والمسلمين ويضرب مثلاً بحرب أكتوبر، حيث يرجع مشاركة جميع الدول العربية فى الحرب ضد إسرائيل، وفرضها حظراً بترولياً ضد الدول العربية إلى عمق هذا الأثر الذى أطلقه مٌحَمْد – صلي الله عليه وسلم – لتحميل نسخة الكتاب http://hotfile.com/dl/90716389/ddf8888/_____..___..___.pdf.html