ظهرت بالسنوات الأخيرة العديد من ردود الأفعال العنيفة من قبل المسلمين ازاء اهانات لدينهم وما يؤمنون به، قادمة من الغرب، إلا أن المحليين والمراقبين يرون الهجمات على الدبلوماسيين الأمريكيين في ليبيا ومصر خلال ذكرى الحادي عشر من سبتمبر ليس دفاعا عن شرف الإسلام، فالغوغاء ممن قاموا بقتل السفير الأمريكي "جون كريستوفر ستيفنز" وثلاثة آخرين يعملون بالقنصلية الأمريكية بليبيا، وكذلك الذين قاموا بالهجوم على السفارة الأمريكية بالقاهرة، كانوا مُحَرضين للقيام بأعمال عنف من خلال عرض للقطات على اليوتيوب للفيلم المسيء إلى النبي "محمد صلى الله عليه وسلم" وهو من انتاج أميركي اسرائيلي، فالفيلم يصور النبي على أنه محتال وجنسي الطبع (حسب قول المحلل السياسي "ديف بوير"). ويرى "ابراهيم موسى" استاذ الدراسات الإسلامية بجامعة "دوك" الأمريكية، يرى أن الهجمات الأخيرة ضد أميركا جاءت مُنظمة من خلال مجموعات متشددة تهدف الى ضرب العلاقات مع مصر وليبيا، وأن هذا الفيلم ما هو إلا حجة يتم استغلالها لتحريك الغوغاء وم ثمّ تكون غطاءَ للعنف السياسي، ويؤكد "موسى" على أن الناس في مصر قادرون على التفريق بين ما تُقدمه الحكومة الأمريكية وما يقوم به شخص ممثلٌ حقير. أما المشكلة فتكمن في تدني مصداقية أميركا بالعالم الإسلامي واستغلالها في تنشيط الجرائم البشعة ولكن "دانيال بليتكا" نائب رئيس المؤسسة الأمريكية بواشنطون للشئون الخارجية ودراسات سياسة الدفاع، رأى أن الهجمات جاءت مرتبطة بتوقيت الحادي عشر من سبتمبر، فهي هجمات مُدبرة مسبقا، وتؤكد على أن المخابرات المصرية قد حذرت من استهداف مواقع أمريكية، والحشود تحتاج إلى من يحركها في الاتجاهات وتلك هي أعمال المتطرفين. أما "سام باسيلي" 56عاما، يعمل بتنمية العقارات بكليفورنيا، يُعرف نفسه أنه يهودي اسرائيلي، يرى أن الاسلام سرطانُ أو فترة سرطانية، "سام" أنتج وأخرج فيلم "براءة المسلمين" يسيء فيه النبي "ويصور أتباعه بالحمقى، والفيلم مدته 14دقيقة، ويرى الفيلم "سياسيا" ويعتقد أن أميركا أضاعت الكثير من الأموال والعتاد والناس في حروبها بالعراق وأفغانستان، كما رأى "سام" أن أميركا واسرائيل تحاربان الأفكار. ان ما يحدث اليوم يُذكر بما حدث في يناير الماضي، من حرق الجيش الأمريكي نسخا من القرآن بقاعدة أفغانستان مما أدى إلى أعمال عنف واحتجاجات واسعة فقُتل 41 شخصا وأصيب 270 آخرين.