قام الآلاف من المصريين المسلمين والمسيحين بالتوافد أمام مقر السفارة الأمريكية، وذلك للمشاركة فى الوقفة الإحتجاجية ضد الفيلم المسيء للرسول – صلى الله عليه وسلم- وشارك عدد من الشخصيات الحزبية والإسلامية والتى دعت اليها عدد من التيارات الإسلامية على رأسها الجبهة السلفية وحزب النور وائتلاف المسلمين الجدد وشارك بها عدد من القوى الثورية والقبطية بالإضافة إلى حركة "لازم حازم"، وألتراس الأهلى والزمالك، وحركة مينا دانيال. شارك فى الوقفة عدد من القيادات الإسلامية على رأسهم "طارق الزمر" المتحدث الرسمي للجماعة الإسلامية، و"د.هشام كمال" عضو الهيئة العليا للجبهة السلفية، و الإعلامي الديني "د.وسام عبد الوارث"، و"نادر بكار" المتحدث الإعلامي لحزب النور، بالإضافة الى "أحمد خليل"، و"خالد سعيد"، والنائب السابق "ممدوح اسماعيل". بدأت المظاهرات عصر اليوم الثلاثاء بالهتافات المناهضة ضد الأمريكان وضد الفيلم المسيئ، وهتافات أخرى فى نصرة الإسلام ورسول الله - صلي الله عليه وسلم - ، ولكن فى تطور سريع للأحداث بجوار السفارة الأمريكية، تمكن بعضهم من إنزال العلم الأمريكي الموجود خلف سور السفارة وسط صيحات "الله أكبر" وتم حرق العلم أمام باحة السفارة الأمريكية. وحاول المتظاهرون وضع شارة سوداء مكتوب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" على سور السفارة الأمريكية، بالإضافة الى محاولة وضع علم مصر، وسط سعادة وفرحة من المتظاهرين أمام السفارة. وطالب المتظاهرون بإسقاط شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية لعدم نصرتهم النبي صلي الله عليه وسلم، وكذلك قطع العلاقات مع أمريكا. فيما قام جماهير الألتراس بإشعال الشماريخ خلال المساء، وكان هناك بعض من الشباب يرتدى تيشيرتات سوداء، والبعض يضع أقنعة سوداء وأوشحة فلسطينية، فيما قام أحدهم بتسلق السور وتعليق علم أسود مكتوب عليه "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فيما تهامس البعض بمحاولات لإقتحام السفارة. وبدوره قام الشيخ "أبو إسلام أحمد عبد الله" صاحب قناة الأمة الفضائية ومركز التنوير الإسلامي، بحرق الانجيل أمام مقر السفارة الامريكية، وقال إنه كتاب الكفرة البغاة، مما أدي إلي قيام بعض الشباب من تيار الجهاد أن يتخطوا حاجز السفارة ومحاولة اقتحامها. وما لبث حتى حدثت مناوشات بين المتظاهرين وعدد من رجال الأمن أثر محاولات إقتحام من بعضهم، أصيب على أثرها ملازم شرطة بضربة حجر أثناء إلقاء بعض المتظاهرين الطوب فى إتجاه السفارة، وقام رجال الحراسة المكلفون بتأمين السفارة الأمريكية بإطلاق الرصاص فى الهواء لتفريق المتظاهرين الذين يتجمهرون امام السفارة. وازدادت أعداد سيارات الأمن المركزي مقر السفارة الأمريكيةبالقاهرة مع حلول المساء وتواجدت سيارة إسعاف واحدة، فيما سورت السفارة بكردون أمنى، وقامت بإنزال متسلقي مبنى السفارة، وطالبتهم بالتظاهر على الأرض دون اقتحام للمنشآت، وعزز الجيش قوات الأمن المركزى بسيارات تابعة للجيش وعربات مدرعة للمشاركة في تأمين السفارة الأمريكية. وكانت هتافات المتظاهرين طوال اليوم : بالروح بالدم نفديك يا إسلام ... قولها قوية قولها قوية محمد قائد البشرية....يسقط يسقط الأمريكان....لا اله الا الله محمد رسول الله... اسلامية اسلامية مصر هتفضل اسلامية هويتنا اسلامية...ياشيوخ الفنانين فين الغيرة على الدين.. ياللى غضبتوا عشان إلهام فين الغيرة على الإسلام... عصر مبارك ولى ولى...المفتى لازم يمشى ...شيخ الأزهر لازم يمشى الطبطبة ما تنفعشي. ومن الشخصيات التى حضرت أمام السفارة الأمريكية فى الوقفة الإحتجاجية، "نادر بكار" الذي قال إن مظاهرات اليوم أجمع عليها جميع المصريين سواء مسلمين أو أقباط وذلك لرفض الإساءة للرسول - صلى الله عليه وسلم - مؤكداً على مشاركة الأقباط ومختلف الأحزاب والتيارات الإسلامية والقوى الثورية. كما قال طارق الزمر المتحدث باسم الجماعة الإسلامية ، أن هذا الفيلم المسيء للرسول هو إفلاس حضاري للغرب، وهزيمة نفسية أمام الإسلام والرسول، وأضاف أن هذا الفيلم هو محاولة لحصار إنتشار الإسلام فى المجتمعات الغربية. وأكد "الزمر" أنه يستنكر باسم المسلمين فى العالم أجمع هذا الفيلم، وقال "نحن نعلم ان أمريكا هى من وراء هذا الفيلم، وهذا الإتجاه ليس بغريب عليها فهى تحاول تأجيج الصراع بين الحضارات، بالتركيز على الهجوم على الاسلام والمسلمين خوفاً من أنتشار الإسلام". وأستنكر "الزمر" إتاحة دول الغرب لأقباط المهجر الهجوم على الإسلام والمسلمين، وأكد أن هذا يستدعى وقفة قوية من الشعوب العربية والإسلامية. وأضاف أن الدراسات الإستشراقية التى تسئ للإسلام والرسول والمعبأة بالحقد تجاههم يتم بعلم الإدارة الأمريكية، وأن هدفها الأساسي قهر الإسلام وحصاره، وأن هذا هو أسلوب الإدارة الأمريكية الذى يستهدف الحرب ضد الإسلام حتى من قبل 11 سبتمبر، وإستغلت الحادث للترويج ضد الإسلام بمسمى الحرب ضد الإرهاب فى العراق وأفغانستان. كما قال "طارق الزمر" أنهم يفكرون بجدية فى تصعيد الإحتجاج ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقد يصاحبه مقاطعة منتجاتها بالإضافة الى اساليب أخرى وطرق توصل الإحتجاج الى صانعي القرار الأمريكي. وفى نفس السياق حضر النائب السابق لمجلس الشعب "ممدوح اسماعيل" الذي أوضح أن للمصريين الحق بالتعبير عن غضبهم بموقف مصري إسلامي ضد الفيلم المسئ، وإستنكر هذا السكوت غير المبرر من مؤسسات الدولة ، طالباً قرار يتجاوب سياسياً مع الرفض والغضب الشعبي. وقال "ممدوح اسماعيل" أن هذه القضية قضية مقدسات وقضية أمة ودين، وقضية تمس الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا تحتمل سكوت مؤسسة الرئاسة فى نظير اهتمامها بقضايا المبدعين والفنانين التى تعتبر قضايا فردية وليست جماعية. وأستنكر أيضا موقف شيخ الأزهر والمفتى السابق عن نبش القبور والأضرحة بليبيا ، وعدم غضبهم لنصرة الرسول. وطالب بموقف واضح من مؤسسات الدولة ضد الإدارة الأمريكية والفيلم المسئ. وعلى صعيد آخر أدان حزب المصريين الأحرار الفيلم المسئ للرسول، ورفض كل ما من شأنه الإساءة للمعتقدات والمقدسات الدينية بحجة التعبير عن الرأى. وقال الحزب في بيان له اليوم، أنه يرفض كل ما يسىء للأديان بكل أشكاله وأياً كان مصدره، وأن ما يحدث مؤامرة هدفها إشعال الفتنة وبث روح الطائفية بين المصريين. وأكد بيان الحزب أن الإساءة للرموز الدينية والمقدسات هو اعتداء على حقوق الإنسان ويدعو لنشر العنف والكراهية بين المصريين، وأن على المصريين أن يفطنوا لكل المحاولات الرخيصة والخبيثة لحرق هذا الوطن بالاعتداء على مقدساته، كما طالب من اهل الحكمة داخل مؤسسة الأزهر الشريف والكنيسة التدخل الفوري لمنع هذه الفتنة ومنع استغلالها في إثارة صراعات تضع وحدة المصريين علي محك خطير. ومن جانبها أدانت السفارة الأمريكية في بيان صحفي صادر عنها اليوم الثلاثاء ايذاء مشاعر المسلمين بهذا الفيلم حيث قالت فى بيانها: "تدين سفارة الولاياتالمتحدة في القاهرة استمرار محاولات بعض الأفراد المضَللين إيذاء مشاعر المسلمين الدينية. كما ندين محاولات الإساءة للمؤمنين من جميع الأديان". وأكد البيان فى نهايته رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية لكل من يستخدم حق الحرية فى التعبير للاساءة للمعتقدات الدينية للأخرين. هذا وقد أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية أمس الاثنين في بيان رسمي أصدره "الأنبا باخميوس" القائم بأعمال البطريرك، تبرؤ الكنيسة من صانعي الفيلم، واصفة إياهم ب"المتطرفين". هذا وتستمر الوقفة الإحتجاجية أمام السفارة الأمريكية حتى الآن، حيث ترددت بعض الأحاديث عن اعتصام البعض أمام السفارة الأمريكية، ونفى البعض ذلك فى تأكيد على مغادرتهم بعد إنتهاء الفعالية الإحتجاجية ليلاً.