اعتبر عدد من الخبراء قيام الرئيس محمد مرسي بإنشاء حساب خاص له على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" بداية جديدة للعلاقة بين الحاكم والمحكوم من خلال التواصل المباشر عبر الشبكة العنكبوتية، فيما اعتبره آخرون يمثل خطرا علي الرئيس حيث أن الموقع يمكن اختراقه مما يعرضه للتشويه. وفي هذا الاطار يرى رشاد عبد اللطيف، خبير اجتماعي، أن فكرة وجود حساب خاص للرئيس مرسي فكرة جيدة، حيث أن هذا له أربعة مميزات هامة، الأولى: أن هذا سوف يكشف حقائق يريد المواطن التعبير عنها وإيصالها للسيد الرئيس لا يستطيع أن يقوم بها بشكل مباشر، والميزة الثانية أنها تكشف مشاكل كثيرة يمكن تداركها بشكل أسرع عن كشفها وتداركها بشكل مباشر، أما الميزة الثالثة فهي تقريب المواطن للمسئول، حيث لا يكون هناك وسيط بينهما سواء كان شخصا أو ورقة، والميزة الرابعة والأخيرة هي أنه بتلك الطريقة يمكن أن يخفف من ضغط الإعتراضات والإحتجاجات بالبحث عن حل محايد يتناسب مع المواطنين بشكل مباشر. وأكد عبد اللطيف أن العيب الوحيد الذي من الممكن أن يحدث ويمكن تداركه وتجنبه بسهولة، هو ألا يجيب السيد الرئيس على كل هذه التساؤلات مما ينتج عنه نتيجة عكسية تماماً غير المتوقعة أو المرادة. أما رفعت السيد ، خبير سياسي، فيختلف معه في الرأي ؛حيث يرى أن هذا عاملا غير رئيسي في التواصل إطلاقاً، فالعامل الوحيد للتواصل هو خلق مشروعات وإنجازات محسوسة في العالم الواقعي وليس في العالم الإفتراضي. وأضاف أن هذه المواقع الإجتماعية لا تصلح في الحالة السياسية إلا في الإنتخابات وحملاتها لكن لا تصلح تماماً لخلق رئيس أو زعيم، فأكثر من أربعين مليون مصري لا يجيدون القراءة والكتابة، وهذا ينعكس على الوسائل الحديثة، فهناك أكثر من أربعين مليون شخص لا يقرأون المشاريع السياسية للدكتور مرسي. و أشار السيد إلى أنه من الوارد والمحتمل أن يتعرض هذا الحساب للقرصنة وأن يتعرض للتشويه، وهذا يعتبر إستهلاكا للوقت والجهد . أما الدكتور جمال زهران، فرأى أن الدكتور مرسي لن يمتلك الوقت الكافي ليتابع حسابه على الموقع، وحتى إذا دخل يومياً لمتابعة حسابه فلن يستطيع أن يتابع كل من يتواصل معه ويرد على تساؤلات "أصدقائه على الحساب"، وهذا سوف يضطره لأن يترك الحساب لمساعديه. وأكد زهران أن هذا في كل الأحوال سوف يخلق نوعاً من أنواع التواصل بين الرئيس وبين المواطنين، وهذا ما قام به الرئيس الأمريكي أوباما في خلال حملته الإنتخابية منذ أربعة سنوات، حيث كان يقوم بإختيار شخص كل فترة يقوم بعمل حوار معه. وأضاف أنه في كل الأحوال الفكرة محايدة جداً، حيث أنها كما أن لها مميزات فلها أيضاً عيوب، كما أنه في حالة عدم الرد أو في حالة قرصنة الحساب. أما عبد الحفيظ أبو السعود، مهندس كمبيوتر، فقال أن وجود مثل هذا الحساب يعتبر مشكلة كبيرة جداً –على حد قوله- لأن هناك أناسا من الممكن أن تقوم بشراء تلك البرامج باهظة الثمن والتي تشترى بآلاف الدولارات لقرصنة الحساب والقيام بعمل مشاكل كبيرة من المحتمل أن تسيء لمصلحة الدولة السياسية والأمنية. كما أكد أبو السعود أن من أبرز الجنسيات المحترفة في تلك شخصيات نيجيرية وروسية، وعن طريق تلك البرامج يقومون في بعض الأحيان بالتلصص على البنوك وسرقتها. وأشار إلى أنه في حالة الدكتور مرسي من المحتمل بنسبة كبيرة أن يحدث هذا، ومن الممكن ألا يكتفي السارق بالسرقة والتشويه، بل من الممكن أن يسرق كل ما يحتويه الحساب ويغلقه تماماً ! وأضاف أن الحالة الوحيدة لعدم حدوث هذا هو تأمين الحساب من البداية، لأنه سيكون هناك صعوبة بالغة في عودته، وإذا قام بإسترجاع الحساب فسوف يقوم السارق بسرقته مرة أخرى ونقوم بإسترجاعه مرة أخرى وسرقته مرة أخرى وسيكون هذا بمثابة "الدوران في دائرة مغلقة". وقال أنه يعرف أن بجماعة الإخوان المسلمين عددا من المهندسين المتخصصين في هذا المجال يستطيعون حماية الحساب من البداية.