أعرب مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز عن رفضه واستهجانه لتصريحات الرئيس الأمريكي "باراك أوباما " في أول خطاب بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية حيث قال " إن القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ويجب أن تبقي غير قابلة للتقسيم " ، موضحا أن تلك التصريحات تمثل مخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدولية التي اعتبرت ضم القدس وتغيير معالهما جريمة إنسانية وقانونية، فقد اعتبرت الأممالمتحدة أن جميع الإجراءات التي اتخذتها "إسرائيل" للاستيطان في الأراضي المحتلة بما في ذلك القدسالمحتلة لاغية وباطلة ،وطالبت "إسرائيل" بالانسحاب الكامل من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس وبدون شروط مع وجوب عدم المساس بالممتلكات والمرافق والالتزام بكافة قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بالطابع التاريخي للمدينة. وأشار مركز سواسية في بيان له اليوم أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 تاريخ 22 /11 /1967 نص على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، واتخذ مجلس الأمن الدولي القرار 252 في 21 /6 /1967 الذي اعتبر أن جميع الإجراءات الإدارية والتشريعية وجميع الأعمال التي قامت بها "إسرائيل" بما في ذلك مصادرة الأراضي والأملاك التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الوضع القانوني للقدس هي إجراءات باطلة ولا يمكن أن تغير وضع المدينة، ودعا القرار "إسرائيل" أن تلغي هذه الإجراءات وان تمتنع فورا عن القيام بأي عمل آخر من شأنه تغيير وضع القدس. وأضاف المركز أن تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما تمثل خطورة كبيرة على السلم والامن الدوليين، وعلى سمعة ومكانة الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الاوسط، والتي تدنت لمستويات غير مسبوقة، وباتت تؤثر على المصالح الأمريكية في المنطقة، لأنها تثير المشاعر العربية والإسلامية ضد الولاياتالمتحدة، وتفقدها الثقة في الرؤساء الامريكيين القادمين أيا كانت انتماءهم الحزبي، وتدفعها لرفض الدور الامريكي في عملية السلام، والمطالبة باستبداله بأدوار أخرى. وأكد المركز أن إقحام القدس في صراع الانتخابات الرئاسية الامريكية، كمحاولة لاستدراج عطف اللوبي الصهيوني البغيض في الولاياتالمتحدة، لا يخدم دور الولاياتالمتحدة كراعية لعملية السلام في المنطقة ،مشيرا أنه على الرئيس اوباما والمرشح المحتمل عن الحزب الجمهوري " ميت رومني " أن يعيدا تقييم مواقفهم تجاه عملية السلام، وتجاه مواقفهم المنحازة للكيان الصهيوني، خاصة وأن الفترة السابقة قد اثبتت ان اسرائيل هي السبب المباشر في تدني شعبية الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الاوسط، وأن يعمدا إلى اتخاذ مواقف اكثر توازنا، خاصة وأن ما يهم الناخب الامريكي هو المصالح وليس أي شئ آخر. وطالب المركز المجتمع الدولي بضرورة الضغط على الإدارة الامريكية لاتخاذ مواقف متوازنة تجاه القضية الفلسطينية، ودفعها للاعتراف داخل الاممالمتحدة بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، والدول العربية والإسلامية والمنظمات والأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني بإتخاذ إجراءات ومواقف مناوئة للسياسة الأمريكية تجاه عملية السلام، وتجاه المقدسات الإسلامية في المدينة المقدسة، وتجاه الحقوق الفلسطينية المشروعة في إقامة دولة مستقلة كاملة السيادة.