بعد أن قدم عضو الهيئة العليا لحزب النور "هشام أبو النصر" استقالته من الحزب معللا ذلك بأنه رجل دعوة وليس رجل سياسة، هل ينتبه أصحاب تيار الإسلام السياسي إلى تحذيرات أبناء التيار الليبرالي من المتاجرة بالدين واستخدامه لأغراض حزبية، خاصة وأن حيثيات استقالة أبو النصر جاءت للتفرغ للعمل الدعوي والبعد عن العمل السياسي، في مشهد قد يضع كل أنصار التيار من إخوان وسلفيين والجماعات الإسلامية في مأزق. في هذا الصدد قال الأستاذ محمد سلامة بكلية الآداب جامعة حلوان أن مسألة خلط السياسة بالدين محل اختلاف كبير بين العلماء فهناك أفكار تؤيد عدم انخراط رجل الدين بالسياسة والعمل الحزبي لأنها مفسدة ، خاصة وأن السياسة تحتاج دوما للتلون وتفسد على الناس ضمائرهم، وآخرون يرون أن الفيصل في ذلك تقوى الله. مضيفا أن التجارب اثبتت تلوث الدين بالسياسة ولنا في ذلك مثل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فهو صحابي جليل لا يختلف مخلوق على تقواه وورعه ولكن حينما انخرط في السياسية والتف حوله المنتفعون خرجوا عليه. وأضاف سلامة: أؤيد أن يترك أهل الدعوة العمل السياسي ويكتفوا بقول الحق والنصح والإرشاد لأي من يخطئ. واستشهد استاذ اللغة العربية بموقف الشيخ حازم أبو إسماعيل وأنصاره الآن الذي حمل الدين كثيرا خاصة وأن الشيخ حازم يمثل تيار ليس بالقليل من أصحاب تيار الإسلام السياسي. أما الدكتور عصام محمود كلية الآداب جامعة حلوان قال: "إن أصحاب تيار الإسلام السياسي لا يجيدون استخدام مفهوم شمولية الإسلام حيث أن الإسلام دين ودولة ولكن ليس معنى ذلك عدم الفصل بين أمور الدنيا وأمور الدين، موضحا ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وقع باسم "محمد رسول الله" واعترض البعض على ذلك فرضخ رسول الله وتراجع عن توقيعه بمحمد رسول الله إلى "محمد بن عبدالله" ولنا في ذلك عبر فقد تراجع الرسول عن استخدام نبوءته العظيمة أي أنه نأى بالدين من عمل سياسي دنيوي مشيرا إلى أن الإسلام دين ودولة ولكن هناك أمور حثنا الله عز وجل ورسوله إلى التدبر فيها لذلك حثنا الإسلام على استعمال العقل في كل شئ. أما أستاذة الشريعة الإسلامية بجامعة حلوان فاطمة الزهراء قالت: "إن هذه القضية مرتبطة بقضية الإمامة فالتيار الليبرالي يدعوا دوما للفصل الكامل بين الدين والدنيا، وذلك لا يجوز شرعا، ولكن لا بد من مراعاة اقحام الدين في شتى الامور بهذا الشكل الاستفذاذي لأصحاب تيار الإسلام السياسي خاصة وأن الدين له أسس عامة بدليل قول رسول الله عليه وسلم "أنتم أعلم بأمور دنياكم" فهناك أمور عامة تركها الرسول للمسلمين ليعملوا عقلهم ويتدبروا.