كتب - ايمان عبد القادر وأحمد سامى في تقرير دولي صادر عن مؤتمر "الأسبوع العالمي للمياه" الذي انعقد بالعاصمة السويدية استكهولم، أكد على أن منطقة حوض النيل ستتعرض لمخاطر فيضان شديد ومفاجئ هذا العام، وتوقع التقرير زيادة معدلات هطول الأمطار على الهضبة الإثيوبية خلال موسم الفيضان حتى أواخر الشهر المقبل. وطالب التقرير دول حوض النيل الشرقي الذي يضم مصر والسودان وإثيوبيا بضرورة التنسيق فيما بينها، استعداداً لجميع سيناريوهات الفيضان. رصدت "الوادي" على أرض الواقع ما قد يحدث من فيضان محتمل، وهل سيتسبب في كارثة فعلية ويؤدى إلى غرق قرى مصرية، أم يمكن ترويضه وإستثماره في تنمية مصر. مهندس "رضا البنداري" رئيس هيئة السد العالى سابقاً :أوضح أن أي كمية من المياه قادمة من الفيضان يمكن للسد أن يختزنها بسهولة، وقال بل على العكس نحن فى حاجة إلى كميات إضافية من المياه، فالفترة السابقة لم يكن منسوب النيل كبير، وأؤكد على أن السد العالي آمن جدا بدرجة عالية ويمكنه أن يتحمل أي فيضان قادم. وأوضح المهندس "نجيب عدلي" رئيس هيئة السد العالي الحالي، أننا لدينا بحيرة ناصر التي تستعمل كبنك مياه لمصر ويتم سحب المياه منها حسب الحاجة وحسب الحصة الدولية لمصر طبقاً للاتفاقيات ، ولا خوف على الإطلاق من مواجهة أي فيضان محتمل. وعن غرق القرى بسبب تلك الفيضانات قال هذا كان يحدث في القدم قبل بناء السد العالي، وكانت تتعرض له مصر مثل بقية دول الحوض ، لكن بعد بناء السد العالي هذا لا يمكن على الإطلاق، فالسد العالي يؤمن عدم غرق القرى مرة أخرى. وفسر الدكتور "أحمد فوزي دياب" خبير المياه بالأمم المتحدة، أن التخوفات التي تم إطلاقها فى الدراسة السويدية ليست بهذه الخطورة على مصر، ربما تكون خطورتها على السودان أكثر والاحتمال ان تغرق العديد من القرى السودانية، فارتفاع منسوب مستوى النيل عند السودان قد يسبب خطراً، خاصة أن هناك أمطار ستصاحب ذلك في مناطق عديدة لم تكن تسقط بها الأمطار منذ 10 سنوات. وأوضح أن هناك خطوطاً للأمطار زحفت نحو الشمال في مناطق متعددة منها وهذا ما قد يتسبب في رفع مستوى النيل بكمية فوق المتوسط ، وأن الخطورة الفعلية لأي فيضان هو كمية الأمطار ومعدل نزولها على فترات قصيرة من الزمن. وقال نحن في مصر في حاجة إلى الاستفادة من هذه الأمطار في المجالات المتعددة والمختلفة ووضع سيناريوهات للاستثمار والتنمية، ولكن لا ضرر على الإطلاق على مصر فالسد العالي يحتمل منسوب مياه يصل إلى 182متر، والمنسوب الحالي للنيل أقل من ذلك بكثير. وأضاف ان القرى المصرية آمنة حيث أنها تتواجد فى أماكن مرتفعة، مع العلم أن مياه النهر تجري أيضا نحو منخفضات توشكى وهى معبر آمن للمياه القادمة من الفيضان، كما ان هناك العديد من مجاري المياه والوديان، ولكن يجب أن يتم الاحتياط من ذلك وعمل الإجراءات اللازمة مثل تنظيف المجاري المائية لنهر النيل، وتوسيع منخفضات توشكي والوديان. أما الدكتور "محمود عبدالحي" الأستاذ بمعهد التخطيط القومي ومديره السابق، أكد أنه في حال وصول فيضان كبير إلى مصر فعلينا الاستفادة منه في تنمية أراضى توشكى وجنوب الوادى، وتخزين مياه الفيضان في الخزانات المعدة لذلك. وقال نحن في حاجة فعلية لتخزين مياه الفيضان القادم بما يسمح بنقل المياه لتعمير مناطق مثل سيناء، حيث تنميتها سيجلب عائد كبير على مصر، وأضاف أنه يجب أن يتم التخزين في مصارف جديدة مثل باطن الأرض حتى لا يتم تبديد المياه بشكل عشوائي. ونفى "عبدالحي" أن يكون فيضان هذا العام ذو تأثير على القرى بجنوب مصر، حيث أن السد العالي هو حصن منيع حقيقي لمصر ضد الفيضانات، مشيراً إلى أنه يجب اعتبار الفيضان مصدر حقيقي للاستثمار فى مصر وليس مصدر تهديد، ويجب علينا التفكير فى كيفية الاستفادة منه.