بالرغم من الحشد السابق للمظاهرات الداعية بسقوط الإخوان وخلع الرئيس محمد مرسى والهتافات بسقوط حكم المرشد، والتي دعى لها "محمد ابو حامد" النائب السابق بمجلس الشعب المنحل، و"توفيق عكاشة" صاحب قناة الفراعين ، فلم يشارك فيها إلا عدد قليل جداً من المناصرين لهذا الفكر يعدوا بالمئات، و لم يؤثر ذلك على مقار الإخوان وحزب الحرية والعدالة. قام "الوادي" برصد أجواء يوم الجمعة، من داخل وخارج المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم. فقد بدء اليوم كمثيله من أيام الجمع العادية في منطقة المقطم، وكان الهدوء هو الشئ الطبيعي الذي يسيطر على المقر العام للإخوان، فتم فتح المقر في تمام العاشرة صباحاً وبالرغم من وجود قوة أمنية خارج المقر إلا أن الأمر بدى هادئ وعاديا. وقد كان عدد من الموظفين المقيمين بالمقر والذى يبلغ عددهم 20 شخص تقريباً، متواجدين داخل المقر منذ أمس الخميس، بالإضافة إلى عدد من شباب الإخوان الذين تناوبوا الخروج امام مبنى المقر بالإضافة إلى حرس الأمن المتواجد وكان عددهم 4 حراس فقط بزى الأمن الأزرق. وتم منع جميع الصحفيين والإعلاميين من دخول المقر أو حتى الجلوس بجوار السور الخارجى، فيما عدا الصحفيين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى صحفيي جريدة العدالة والحرية وموقع إخوان أون لاين. كما تم تركيب 4 كاميرات مراقبة جديدة لم تكن موجودة من قبل على السور الخارجي للمقر العام لجماعة الإخوان، ومارس شباب الإخوان عملية مراقبة للشارع من خلال نوافذ المقر بالتناوب كل نصف ساعة تقريباً. وفى نفس السياق وصل "حسام أبو بكر" عضو مكتب الإرشاد فى الساعة الحادية عشر صباحاً ليطمئن على شئون المقر والحالة الأمنية وغادر بعد نصف ساعة. فيما لم يحضر سوى عضوي مكتب الإرشاد "احمد الحلواني" و"خالد حنفي" بعد صلاة الجمعة، حيث أنهم يسكنون في منطقة المقطم، وهم فقط من حضروا في ظل غياب جميع قيادي الجماعة الذين اكتفوا بالإتصالات التليفونية لمتابعة الأمر من داخل المقر العام. وقام أعضاء مكتب الإرشاد المتواجدين بالمقر بإدلاء تصريحات صحفية والرد على أسئلة الصحفيين، بعد تذمر العديد من تجاهل وجودهم خارج المقر، وأكدوا من خلال التصريحات أن جماعة الإخوان تحترم حرية التظاهر وإبداء الرأي، وأن الجماعة لا تعترض على المظاهرات ضدها مادام سيتم الإلتزام بالسلمية . فيما قالوا ايضاً أنه سيتم عمل دراسة لقانون التظاهر وتعديله في مجلس الشعب القادم لتقنين المظاهرات وتنظيمها في الفترة القادمة، مؤكدين أن مصر تحتاج إلى الإستقرار. وعن وجود شباب الإخوان وحمايتهم للمقر العام، قالوا أن هذا يعد أمراً طبيعياً لتخفيف الضغط على الأمن، وأن شباب الإخوان هم ليسوا ميليشيات كما يذاع. وكان أبرز ما أدلى به القيادي الإخوانى "أحمد الحلواني" نقيب المعلمين إذا تم تنسيق مع رئاسة الجمهورية حول موضوع النظاهر اليوم، قال لم يتم الإتصال بمكتب الرئاسة، ولكن تم الإتصال والتنسيق بالرئيس محمد مرسى فذلك يعد أمراً طبيعياً لأن الرئيس لايزال إخوانياً ومنتمياً إلى جماعة الإخوان المسلمين. وعلى صعيد آخر داخل المقر ساد جو من الهدوء فيما كان شباب الإخوان يشاهدون التليفزيون ويتابعون صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعى ومتابعة ما ينشر على الإنترنت، فيما كان أخرون يقرأون القرآن الكريم. وجلس بعض من شباب الإخوان مكان الحديقة التي يتم رصفها الآن لتسهيل وصول السيارات الخاصة بالمسئولين الذين يزورون المقر. وقام عشرات من شباب الإخوان بأداء صلاة العصر داخل المقر وبعدها تم الإستماع إلى الدرس الديني الدائم بعد صلاة العصر يومياً. وعلى صعيد آخر لم يتواجد أي من المتظاهرين حول المقر وأمامه فيما عدا واحد فقط لم يتظاهر ولكنه أعرب عن غضبه وضيقه من الرئيس مرسي لإقالته لأعضاء المجلس العسكري، وعلى النقيض جاءت فتاة منتقبة تحمل لافتة ضد الفلول، قالت أنها ليست إخوانية وتدعم محمد مرسى لمزيد من الإستقرار لمصر، ولم يظل كلاهما غير دقائق قليلة فقط وغادرا. وبالرغم من وجود قوة أمنية صغيرة أمام المقر، وسيارة مطافي واحدة فقط، ومرور العديد من الدوريات الأمنية خلال اليوم، إلا أن قوات الأمن المركزى كانت مرتكزة بشكل أساسي أمام قسم شرطة المقطم بعدد كبير، إستعداداً لأي أعمال شغب محتملة. ومع حلول المساء رحل معظم الإعلاميين من أمام المقر، في ظل وجود عدد من شباب الإخوان وحراس الأمن الخاص أمام المقر العام للإخوان المسلمين، مع تواجد عدد من المقيمين بالداخل حتى غداً.