بينما تظل ظروف الإختطافات محل نزاع, فإن الأحداث الدائرة تعكس القابلية الهشة للعنف بلبنان والذي يَهب من المناخ السوري الساخن الذي بدأ في الإشتعال مع قيام الثورة على الرئيس السوري "بشار الأسد" منذ ثمانية عشر شهراً, وطال العنف عائلات مختلفة الولاء من البلدين (سوريا ولبنان), ويبدو أن إستخدام الرهائن بات تكتيكاً يستخدمه المَعنيون في الصراع. وعلى الصعيد الحكومي, فإن الحكومة اللبنانية المُنقسمة - يبدو عدم رغبتها في مواجهة الملشيات - فإن أعضائها لايزالون يتراشقون الإتهامات فيما بينهم ويتعاركون بين مؤيدٍ ومعارض للنظام السوري, إلى جانب عدم تحرك الشرطة أو الجيش إيزاء تلك الإختطافات, ويظل المسئولون في حالة هدوء حتى بعد قطع أنصار "شيتي" - المخطوف اللبناني - الطريق إلى مطار بيروت. وقد زادت المخاوف من عمليات الإختطاف عندما أذاع التلفزيون اللبناني عن هجوم الجيش السوري بمايو الماضي بالقذائف الدفعية والجوية ب"عزاز" بشمال حلب أكبر مدينة سورية فقُتل بعض أو كل الحُجاّج اللبنانيون الإحدى عشر, وأكد ناشطون إحتمالية مقتل أشخاص آخرين بعزاز, فأثارت تلك الأخبار عائلات الحُجّاج اللبنانيين –اللذين كانوا يزورون العتبات المُقدسة بسوريا وهي تقاليد شيعية – الأمر الذي جعل تلك العائلات تخطف أفرادا سوريين, وسلّموا ثلاثة منهم إلى عائلة المقداد,كان الثلاثة يعملون بشركة شحن يمتلكها رجل أعمال من حلب, إثنان منهم أعلنا مساندتهما للثوار السوريين من خلال إرسال تقارير إعلامية من لبنان, أما السوري الثالث فقد إتهم إسرائيل بزعزعة الإستقرار بسوريا. وصرّح أقارب اللبناني المخطوف "حسان المقداد" أنهم يستخدمون السوريين الثلاثة كرهائن للثأر لحسان المخطوف. أعلن خاطفو "حسان المقداد" في سوريا في شريطٍ مُصور, أنه قناص من حزب الله – وهو المنظمة السياسية للشيعة اللبنانيين – وقداُرسل موالاة لبشار الأسد وهو حليف حزب الله, إلا أن الحزب نفى إنتماء حسان إليه, وعللت عائلته تحركه إلى دمشق هربا من ديون شخصية. يجدر بالذكر, أن بعضا من أقارب "المقداد" - وهم أفراد بقبيلة شيعية كبيرة بوادي البقاع بالقرب من الحدود السورية , (وهي المنطقة التي يتم فيها الخطف) قد أعلنوا أنهم لايريدون إشتعال حرب سورية.