فسر البعض حادثة سيناء علي أنه أمتداد لأحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود وربطها بالطرف الثالث، في حين طالب العديد من الخبراء بإلغاء أو تعديل أتفاقية "كامب ديفيد" خاصة مادة حظر تواجد الجيش المصري بمنطقة سيناء ومع أشتعال الوضع في سيناء وبدء القوات المسلحة بتنفيذ عمليات تطهير واسعه للقضاء على كافة أشكال الارهاب في سيناء فهل بدأت ساعة الصفر لعودة الجيش لسيناء وإحكام القبضة المصرية على هذا الجزء الغالي من تراب الوطن؟ . يقول الخبير الامني العميد محمود قطرى انه لا يصح الا الصحيح بمعنى أن إسرائيل خائفة وتعيش كالرجل الخائف، ونظراً لطريقة تفكيرها قامت بتحصين نفسها بتلك المعاهدة "كامب ديفيد" حتى تمنع تواجد الجيش المصري بسيناء الا أن الوضع الحالى يسمح للمسئولين المصريين بالعمل على بلورة ساعة الصفر لإعادة القبضة المصرية المتمثلة فى الجيش فى سيناء. وأوضح قطري ان إسرائيل كانت قد طلبت سابقاً بتواجد قوات الجيش بالمنطقة نظرا لإرتفاع معدلات الإرهاب فى المنطقة وهو ما قوبل بالرفض من قبل الإدارة المصرية وبالتالي تحمل القادة المصرية المسؤولية كاملة عما حدث فى سيناء . وطالب قطري القيادة المصرية بالتمسك التام بإلغاء بند ومادة حظر تواجد الجيش المصرى بمنطقة سيناء لان هذا يعتبر تعد على السيادة المصرية، مضيفاً أن سيناء هى المخرج للزحام في العاصمة وما حولها بجانب انها مصدر دخل قومى من السياحة لما تتمتع بها المنطقة من طبيعة خلابة، وان التمسك بذلك البند لا يؤثر فى إسرائيل من اى اتجاه خاصة وان الحرب الحالية ليست حرب عسكرية انما حرب حضارية. وأضاف قطري أنه لا تفسير لما يقال عن التعاون بين الجيش المصرى وقوات الاحتلال فالتفسير الوحيد الموجود فى وجهة نظرى هو ما حدث الان على الحدود المصرية لا أكثر من كونه حلقة من حلقات الطرف الثالث كما يقال، واستكمالاً لأحداث مثل مجلس الوزراء ومحمد محمود فالإجابات مبهمة، فالغموض الذي يحيط بحادث سيناء مثله مثل باقى الاحداث السابقة ، مضيفاً " ربما ياخذنى الخيال لاقول ان الاخوان المسلمون يتعاونون مع اسرائيل "، حسب قوله. موضحاً أن ما يفسر التعاون هو ما حدث فكيف لإسرائيل تسليم الجثث المتفحمة ومن ضمنهم مجند على قيد الحياة وكيف نفسر قيام القوات المسلحة بضرب الطرق السرية المؤدية لغزة والتى كانت معلومة مسبقا وكان القادة يتركونها "مطنشنها على"، حسب وصفه، ويتم بعد ذلك مثل هذا الهجوم وكيف نفسر دخول مثل هذه المعدات الثقيلة لاول مرة على الحدود بهذا الكم والنوعية وعلى الجانب الاخر كيف نفسر ان السبب لهذا الاعتداء من قبل الجهاد ضد مصر ؟ وما اهدافهم ؟. وارجح قطرى انه قد يكون هناك سببين لهذا الانفجار اولهما تنظيم مسبق وممنهج تم تكوينه مسبقا لكن السؤال من هو ؟ وما غايته ؟ وما مطالبه ؟ واستبعد قطرى ان القوات ستنتهى من خطة القضاء على الإرهاب قريبا، وأرجح أن الانتهاء سيكون بعد شهرين ومن بعدها ستعود القوات لثكناتها بعد استقرار الاوضاع . وفي ذات السياق قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى أن ساعة الصفر بالفعل بدأت من خلال عودة السيطرة الكاملة على سيناء عن طريق قوت حرس الحدود وفرق الجيش والداخلية وأن ما حدث برفح مساء الاحد بلور هذا الدور لعمل تنظيم مصرى لإحكام تلك القبضة خاصة وان التنظيم المضاد مسلح بشكل جيد وقد يكون وراءه قوى سياسية وتنظيمات دولية . وأضاف مسلم لكن قبل ذلك لابد وان تكون القرارات متأنية عمادها التأمين التام للقرار فى كافة المجالات فالدولة منهكة وبالتالى اى قرارات متسرعة وفق الحالة التى تعيشها البلاد ستؤثر سلبا على الدولة . واستنكر مسلم أن يكون هناك تعاون بين الجيش المصرى وقوات الاحتلال وان احتمالية تواجد تلك القوات بسيناء لا يتوقف على موافقة إسرائيلية انما هو امر فرض واقعا وان اسرائيل لا تعترض على النشاط المصرى بالمنطقة لانه مؤقت وسينتهى قريبا وسيعود الجيش والقوات الى ثكناتها . واضاف مسلم ان ما يحدث حاليا بسيناء يسبب مشاكل لمصر وامن اسرائيل ايضا حيث يعد الارهاب بسيناء خطر محتم على إسرائيل وبالتالى هذا النشاط المصرى لصالح اسرائيل اولاً، وحول امكانية الخلط بتواجد تلك القوات المصرية وعلاقة التواجد باتفاقية كامب ديفيد أن الوضع الحالى خرق للمعاهدة فإن كافة الاوجه فالوضع يتطلب تعديل كامل للمعاهدة وهو أمر ضرورى ومطلب شعبى يدعمه الوضع الحالى والربيع العربى . واستبعد مسلم أن تكون خطة تطهير سيناء تستمر ايام او اسابيع انما يرى ان الخطة ستستمر شهور على الاقل حتى يتم ابادة كاملة للارهاب واغلاق كافة المعابر السرية الحاوية على الإرهاب والقضاء على التنظيمات الدولية المستوطنة بسيناء وجعلت منها مقرا لها فى تحقيق غايتهم . واتفق مسلم مع الراى القائل بان مصر وحدها المسئولة حول ما حدث فى سيناء سواء ما صرحت به بعض القوى الاسرائيلية او القوى الداخلية المصرية لكن حول ما اشيع بان الجهات الاسرائلية سمحت لبعض القوات المصرية بالتواجد فى سيناء سلفا هذا مقبول انما الغير مقبول قطعا هو عدد المتواجدين ونوعياتهم لان هذا تدخل واضح للسيادة المصرية . يذكر ان تواجد قوات الجيش وبعض فرق الصاعقة وتزايد اعداد حرس الحدود والمدرعات وعدد من الطائرات بالشريط الحدودى المصرى بفلسطين (والاحتلال الصهيونى) يرجع للحادث المأساوي مساء الاحد الذى راح ضحيته ستة عشر مجند مصرى وإصابة آخرين جراء هجوم ارهابى على احدى نقاط الحدود المصرية.