كتب - محمد الشريف وعبير مختار وسمير عثمان إستطاعت "الوادي" أن تخترق صمت عدد من المعتقلين السياسيين الذين شملهم قرار العفو الذي أصدره الرئيس محمد مرسي ، واستمعت الي ما حدث معهم منذ أن تم إعتقالهم وكيفية تعامل إدارة السجن والأحداث الخفية التي دارت داخل الجدران المغلقه التي تحاصرهم إلي لحظة خروجهم من السجن . محمود محمد أمين اعتقل أثناء أحداث العباسية بدون سبب ، وهو أول من أصيب في ثورة يناير بميدان التحرير وفقد عينه اليمني وأصيب بشظيات علي الجمجمة وبعد خروجه من المعتقل تحدثت اليه "الوادي" واستمعت الي تفاصيل اعتقاله . في البداية قال امين : أنا ليس لي اي انتماءات حزبية وكنت اول من يصاب في الثورة يوم 25 يناير الساعة 12 ظهرا حيث فقدت عيني اليمني وأصبت ب17 شظية في الجمجمة وبعدها بفترة دخلت معهد ناصر لاجراء عملية جراحية واثناء وجودي بالمستشفي سمعت أن صديق لي استشهد في احداث العباسية ، فتركت المستشفي وذهبت الي هناك ليتم القبض علي في نفس اليوم من امام الكاتدرائية بالعباسية ، ولا اعلم لماذا ولا بأي سبب قبضوا علي أنا ومن معي . واضاف : فترة الاعتقال كانت تعذيب نفسي اكثر منه جسدي ولم يحدث تعديات جسدية سوي في بداية دخولنا السجن وكانت عبارة عن حفلة استقبال وضرب وزحف داخل سجن طرة الزراعي ، ومجموعه ممن كانوا معنا دخلوا الزنزانه مع المسجونين الجنائيين وفي اليوم الثاني من دخولنا قاموا باخراجنا من الزنزانه "وضربونا وأهانونا " فطالبنا بحقوقنا من ادارة السجن التي كانت تخاطبنا وتسمع طلباتنا وجاءت لنا مجموعة من جمعيات حقوق الانسان ، ثم تغيرت معاملة ادارة السجن لنا وكنا بناخذ 23 ساعة داخل السجن وساعة واحدة تريض بالاضافة ان الاكل لم يكن ادمي والزنزانه كان بها عدد كبير من المعتقلين ولم نكن نتذوق طعم النوم والرعاية الطبية كانت سيئة للغاية حيث كانت الجروح تملأ أجسادنا جميعا وكانت هناك إبرة واحدة تستخدم لخياطة جروح جميع المساجين والاطباء غير متخصصين ،وطلبنا ان نذهب الي المستشفي ولكنهم رفضوا ذلك ، وفي إحدي المرات كان أحد المعتقلين يعاني من كسر في ذراعه الأيمن حيث كان يعاني من جرح تحت الجبس ويحتاج للعلاج وكان يعاني من مرض السكر ولم تتحرك ادارة السجن ولم يتم نقله الي مستشفي سجن طرة إلا بعد 21 يوم من الضغط المستمر ، أما اوقات زيارة الاهل كانت من الساعة 7 صباحا وحتي 2 ظهرا كانوا يتعاملون بقسوة مع اهلنا ويقوموا بتفتيشهم تفتيش غير أدمي وكانت مدة الزيارة 10 دقائق فقط . وأثناء تواجدنا بالسجن عملنا إضراب بدأ يوم 20 / 5 لأنه كان في جلسه لينا يوم 19 / 5 وأصدرنا بيان أنه لو لم يتم الإفراج عنا سندخل في اضراب وظل الاضراب إلي يوم 11 / 6 وبعدها تم الافراج عني يوم 18 / 6 أنا وبعض الزملاء . واشار الى أنه يريد ان يقوم بتوصيل رسالة وهي أن كل المعتقلين الموجودين داخل السجون لا يوجد إدانة لهم وفي كل جلسة تدعي النيابة ان هناك أدلة ولكن لا يوجد لاب توب لعرض السيديهات عليه ، ولا نعرف كيف يحكم القضاء العسكري أو علي أي شئ يستند في أحكامه ؟ أحمد صبري مهندس برمجيات تم القبض عليه أثناء الوقفة الاحتجاجيه أمام س 28 نيابات عسكرية للتضامن مع معتقلي العباسية . يقول صبري أنا وصلت مكان الوقفه الساعه 1 ظهرا وبعدها بخمس دقائق وجدنا تشكيل شرطه عسكرية قادم نحونا وقاموا بالقبض علينا والتعدي بالضرب والسب والقذف ، دماغي اتفتحت بسبب الضرب المبرح وبعدها دخلونا النيابات العسكرية وضربونا تاني وأهانونا بالشتائم ثم ذهبنا الي مكان آخر تحسنت المعاملة فيه وكنت ملاحظ ان جميع العساكر الموجودة مشحونه ضدنا وبيقولوا اننا عايزين نقتحم وزارة الدفاع ، ووجدت محامين تابعين لمنظمات حقوق الانسان ثم قاموا بالتحقيق معنا في وجود المحامين وبعد خروجنا فوجئت بأشخاص لابسين لبس مدني دخلوني غرفة وحققوا معي ولم يسمحوا للمحامين بالدخول وكان المحقق يسألني بإلحاح انت بتنتمي لأي منظمة ولكني قلت له لا أنتمي لأحد ولكن جئت للتضامن مع معتقلي العباسية وبعدها ذهبنا الي سجن طرة وأول ما وصلنا سمعت أحد أفراد الشرطة يقول إحنا هنعملهم حفلة استقبال يا باشا ، ولكن رد عليه المأمور وقال له "سيبهم دول فيهم اللي مكفيهم" ولبسنا البدلة البيضاء ودخلنا زنزانة 3 متر في 9 متر كنا 45 واحد وكانت الصراصير تملأها ولم يكن بالزنزانة سوي حمام ليس له باب ومعظمنا لم يجد مكان ينام فيه . وأضاف صبري أن كل الموجودين في السجن ليس لهم ذنب في شئ فأحدهم يمشي علي عكاز وواحد تاني عنده صرع وكهرباء زياده في دماغه فكيف لهؤلاء أن يكونوا بلطجيه ، كما أن الرعاية الطبية كانت سيئة جدا ورفضت أن أتلقي العلاج لأني كنت حاسس إن العلاج كان عشوائي مع إن جروحنا كانت بتتفتح من وقت للتاني وكنا لسه مصابين والجروح لم يتم تخييطها . وأشار الى أن كل من قبض عليهم في أحداث العباسية وخاصة داخل مسجد النور كانوا محتمين من الرصاص وليسوا ببلطجية وأن اللي موجودين في السجون من أحسن المواطنين وأشرفهم في مصر ، وأن المحاكمات العسكرية بها مساوئ كثيرة فعند القبض علي أحد يتم التحقيق معه فورا دون السماح بحضور المحامي معه ويتم احتجازه دون وسيلة لمعرفة مكانه ودون إبلاغ أهله .