أسير فى سماء السماع، ليس بالقيل والقال، وإنما سماع جميع الأطيار، سماء امتلئت بالاقوال والنجوم الناطقة، والكواكب المؤلفة، والأجرام المؤثرة. فقلمى ليس بمباهي الأمم بالأقوال والكتابات وإنما ينطق بحق السماع والأبصار، لأن الصحف امتلئت الآن بالأقلام الكاتبة أقلام متنوعة تسير وراء الواقع فيه لعلم حقيقة ورغبة إصلاحه. وأقلام تسير أمام الواقع للإيقاع به، هذا مايحدث فى الإعلام المصري الآن من الرغبة فى نشر الحدث القائم الواقع، والحق أن الإعلام المصري له مكانته العلمية المسئولة، بعكس الإعلام المغرض الذى يقوم بإفساد ما يمكن إصلاحه تحت عنوان (اعلام مصرى) ينطق بالنفاق والتشويش، فأصبح القارئ لا يعلم الفرق بين الحقيقة والأغراض المنشورة. لذا علينا إعداد العدة لمواجهة مثل ذلك، لأن الحق معنا والباطل مع غيرنا، لكننا وبكل أسف لم نحسن أن نشهد لهذا الحق الذى معنا شهادة عملية على أرض الواقع ولم نحسن أن نبلغ هذا الحق لأهل الأرض بحق، أنا لا ألوم الغرب فى تخطيطه ولكن ألوم المسلم الفتون وألوم أمتنا التى رحلت على درب الخضوع ترافق التنين وألوم فينا نخوة لم نطقت الا لتضربنا على ايدينا نحن لحم للوحش والطير منا الجثث الحمر والدم الدفاق قد هوينا لما هوت واعدوا من السلاح اتجاه واقتلعنا الايمان واسودت الدنيا علينا واسودت الاعماق واذا الجذر مات فى باطن الارض ماتت الاغصان والاوراق. الحق معنا لاننا نحمل امانة الكلمة واصدار الحدث القائم الواقع وان كان يحمل الاثارة والتشويق بينما الاعلام المغرض يحمل مايحمل من اكاذيب لذا ويحك يا أقلام كاتبة. ويحك يا ألسن ناطقة. ويحك يا اذن سامعة. فأمانة الكلمة مفتاح الوصول بغرض الكلمة لان ما يخرج من القلب يدخل القلب وان كان منطق القلب هو الصدق والحكمة والامانة.