سؤال ربما يأتى على اذهان كثير من النساء المصابة بهذا المرض فيعد سرطان الثدي اكثر انواع السرطان شيوعا لدي النساء حيث يشكل 32% من جميع انواع الاورام لدي السيدات بينما يشكل 1% فقط في الرجال.و علي الرغم من انه يشكل حوالي 15% من اسباب الوفيات لدي السيدات الا انه بالتطور العلمي السريع و المذهل في السنوات الاخيرة اصبح في الامكان السيطرة عليه و ارتفعت نسبة الشفاء الكامل من 30-40% في السابق الي 65-70% حاليا بشرط استمرار المتابعة الدورية بعد العلاج. ويعد الفحص الدوري للسيدات عموما و ما فوق سن 45 سنة من اهم العوامل المؤثرة في التشخيص المبكر لأورام الثدي سواء بالفحص الذاتي او الاكلينيكي او باستخدام اشعة "الماموجرام" بالاضافة الي دلالات الاورام. ويتضح ذلك من نتائج العلاج حيث ان نسبة بقاء المرضى علي قيد الحياة بعد 8 سنوات تترواح ما بين 90% في المرحلة الاولي الي 10% فقط في المرحلة الرابعة مرورا بنسبة 70% في المرحلة الثانية و 40% في المرحلة الثالثة. و لتأكيد تشخيص الورم يجب اخذ عينة من الجزء المصاب بالثدي و تحليلها باثولوجيا لأنه ليس كل اورام الثدي بالطبع اورام خبيثة و لكن توجد نسبة كبيرة منها اورام حميدة. واذا كان الفحص الدوري للسيدات ما فوق 45 سنة مهم فان الاهمية تزداد اكثر للسيدات اللاتي لديهن تاريخ مرضي لسرطان الثدي في العائلة سوءا من جانب الام او الاخت و كذلك السيدات اللاتي لم ينجبن او اللاتي انجبن الطفل الاول فوق سن 30 سنة و ايضا اللاتي تعرضن للاشعاع. و نأتي الي الخطوة الاخيرة و المهمة و هي العلاج حيث انه بالوسائل المختلفة للعلاج و هي الجراحة و العلاج الاشعاعي و الكيماوي و الهرموني تحسنت نتائج العلاج في السنوات الاخيرة بالاستخدام الامثل للاساليب العلاجية المختلفة, و لكي تتحقق الفائدة القصوي من العلاج و انعكاسه علي النتائج يجب وضع خطة العلاج من البداية عن طريق لجنة مشتركة من طبيب الجراحة مع طبيب علاج الاورام حسب حالة المريض حيث انه في المرحلة الاولي و بعض الحالات المحدودة في المرحلة الثانية يمكن استئصال الجزء المصاب من الثدي و الاحتفاظ بباقي الثدي فيما يسمى بالعلاج التحفظي وذلك باستخدام الجراحة مع العلاج الاشعاعي و الكيمائي. ايضا يمكن تحويل بعض الحالات من المرحلة الثالثة المتقدمة موضعيا و الغير قابلة للجراحة الي استئصال جذري للثدي باستخدام العلاج الكيمائي او العلاج الاشعاعي في مرحلة ما قبل الجراحة و بالتالي ارتفاع نسبة الشفاء لمرضي هذه المرحلة لتصل الي 60 %, و قد اجمع علماء الاورام علي اهمية المتابعة الدورية اثناء فترة العلاج و بعد العلاج و تغيير المفهوم الخاطئ لبعض المرضي بانه بانتهاء فترة العلاج تكون المهمة قد انتهت و لكن العكس هو صحيح فالبداية الحقيقية للتخلص النهائي من الورم و تحقيق الشفاء الكامل الذي لا يتحقق الا بعد مرور علي الاقل 5 سنوات من بداية المرض فالمتابعة الدورية هي طريق الشفاء الكامل و بها اصبح سرطان الثدي مع التطور العلاجي من اوائل الاورام القابلة للشفاء الكامل . ولانه من المعروف ان نسبة الارتجاع للاورام او انتشارها تكون اكثر خلال الثلاث سنوات الاولي حسب مرحلة الورم و تقل تدريجيا لتصل الى اقل من 10% بعد مرور 5 سنوات لذلك و يوصي باستمرار المتابعة بعد العلاج في الخمس سنوات الاولي كالاتي :- الكشف الاكلينيكي و الفحص الدوري : بواسطة الطبيب المختص مرة كل شهرين في السنة الاولى ثم كل 3-4 شهور في السنة الثانية و الثالثة ثم كل 6 اشهر في السنة الرابعة و الخامسة و بعد ذلك سنويا باستمرار. الفحص بالاشعة: و تشمل اشعة علي الصدر والاشعة التلفزيونية علي البطن و الحوض و تتم سنويا علي الاقل مع المسح الذري علي العظام و الذي يتم مرة في اول العلاج ثم عند الحاجة الي ذلك بالاضافة الي قياس كثافة العظام بمعدل كل سنة الي سنتين بانتظام. الفحوص المعملية: و تشمل دلالات الاورام وصورة دم كاملة, وظائف الكبد و الكلى الكاملة و تتم مرة واحدة سنويا علما بانه يمكن زيادة معدل ايا من الفحوصات السابقة حسب الحالة المرضية و الفحص الاكلينيكي الدكتور /وليد حمودة استاذ علاج الاورام بكلية طب الزقازيق واستشاري علاج الاورام بالتأمين الصحي و مركز علاج الاورام بفاقوس رئيس جمعية اصدقاء مرضى الاورام بالشرقية