شدد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على ضرورة حماية الأمة من التشرذم والانقسام لأن الأخطار تحيط بها من كل جانب، فالحكمة والتروي والوضوح أمور حتمية لا مفر منها حتى تعبر الأمة من أزمتها. كما ناشد جميع الأطراف الانحياز للوطن وتقديم المصلحة العليا على أي مصلحة حزبية، ففي نجاة مصر نجاة للأمة العربية والإسلامية. وقال شيخ الأزهر خلال استقباله لنائب رئيس الدعوة السلفية، الدكتور ياسر برهامي, والمهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية، علي ضرورة جمع شمل المصريين بكافة انتماءاتهم الفكرية والثقافية والسياسية والدينية على كلمة سواء، حتى تعبر مصر تلك اللحظة الفارقة في تاريخها، وهو ما يقتضي تنازل جميع الفرقاء عن جانب كبير من رؤاهم، حتى يلتقوا في منتصف الطريق، وينجحوا جميعا في تحقيق أهداف الثورة النبيلة، في العيش المشترك، والعدل الاجتماعي والحرية والكرامة، ويتمكنوا من صناعة مستقبلهم على أساس متين دون إحباط أو إخفاق. وعبر الدكتور ياسر برهامي عن تقدير الدعوة السلفية للأزهر الشريف جامعا وجامعة وشيخا، وأن الأزهر الشريف سيبقي حصنا دائما للإسلام والمسلمين باعتباره رمزا للإسلام الوسطي المعتدل، والحارس الأمين للشريعة، والقائم على خدمتها علي مدار تاريخ الأمة، وأنه يقدر الدور الوطني الرائع الذي يقوم به الأزهر في جمع شمل الفرقاء السياسيين حول التوافق بشأن الجمعية التأسيسية للدستور. وطالب برهامي الجميع بضرورة الاعتماد على الأزهر في رسم خريطة المستقبل للأمة، وعدم المساس بالأزهر كمؤسسة رائدة، وبشيخه كشخصية وطنية قائدة للعمل الإسلامي في مصر والعالم العربي والإسلامي.