جمال إبراهيم، صبي عمره 14 عاما، ينتظر من عام لآخر موسم جمع التين الشوكي، ليحاول أن يتكسب منه قوت يومه واسرته المكونة من 5 أشخاص. طبيعة العمل في هذه المهنة تتطلب شخص ذو مواصفات خاصة، وتتطلب أيضا توقيت معينة، فالعمل في جمع التين الشوكي من المزارع يبدأ من الرابعة فجرا وحتى السابعة صباحا. محمد يعمل في هذه المهنة منذ سنتين فقط، أدوات الشغل عبارة عن "جاونتي" من وشيكارة بلاستيك يلفها حول جسمها حتى لا تخترق أشواك التين جسده، ولكن هذا لا يمنع من حدوث هذا الإختراق. محمد يتحرك وسط الأشواك وأشجار التين العالية وعليه أن يعرف كيفية الرجوع وحده، لأنه قد يتوه داخل المزارع الكبيرة ذات الأشجار المتداخلة وعرة الطرق. هناك في مدينة الخانكة التقيناه في احدى المزارع وقضينا معه بعضا من الوقت تحدث فيها عن معاناته مع هذه المهنة، وعن صعوبتها، وكيف أنه بعد ظهور الشمس في السماء يبدأ الشوك في التطاير من الشجر تلقائيا ويمكنه أن يصيب العين او مكان حساس بالجسم، ويسبب التهابات في الجلد تحتاج للذهاب للطبيب. محمد قال إنه يتقاضى 2 جنيه كأجر منن صاحب المزرعة عن كل عداية أو قفص تين يوم بجمعه، وأن يمكنه في اليوم الواحد أن يجمبع من 15 إلى 20 قفص تين.