شركة فيسبوك وضعت مجموعة من الأدوات للحفاظ على مستخدميها الذين يعانون من الاكتئاب ومنعهم من محاولة الانتحار. أصبحت العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا ، علاقة يتخللها الخطر ليس فقط على صعيد الأخطار النفسية مثل (الاكتئاب أوالانطواء)، بل تعدى الأمر ذلك ليصل الى مراحل الانتحار والموت. على مدار الأعوام التى تلت ظهور مواقع التواصل الأجتماعى مثل (فيس بوك – يوتيوب) وغيرها ، ووصول عدد مستخدميها إلى المليارات، ظهرت حالات إدمان لتلك المواقع تشكل ظاهرة خطيرة تعادل إدمان المخدرات وأكثر، وهو ما أبرزته نتائج دراسة أميركية أجريت في كلية بوث لإدارة الأعمال في جامعة شيكاغو حول مواقع التواصل الاجتماعية ونشرت في أبريل الماضي.. فى السطور التالية نستعرض أبرز حالات الانتحار التى تسبب فيها مواقع التواصل الاجتماعى بعد منعهم إستخدامها: أحدث حالات الانتحار مراهقة تبلغ من العمر 14عاما بمنطقة العمرانية بالجيزة، وهو الخبر الذى تداولته مواقع الصحف الألكترونية أمس الأربعاء، حيث فوجئت والدة مصرية بالعثور على ابنتها المراهقة منتحرة شنقاً من خلال ربط عنقها بحبل وصلته بأعلى سقف غرفتها، حين دخلت للاطمئنان عليها بعد خلاف نشب بينها وبين والدها يوم أمس بسبب منعها من استخدام فيس بوك . وأفادت الزوجة فى تفاصيل الخبر أن سبب الانتحار جاء بعد خلافات نشبت مع والدها على خلفية إدمانها الإنترنت خاصة صفحات فيس بوك، إذ قام بسحب هاتفها المحمول بعدما يئس من منعها من استخدام فيس بوك بالنصائح والإرشادات. فى العام الماضى، انتحرت شابة هندية بعد شجار نشب بينها ووالديها بسبب منعهم إياها من التواصل مع أصدقائها عبر "فيس بوك". بدأ الأمر حين انتبه الوالدان إلى أن اهتمام ابنتهما "ايسواريا داهوبال "، الطالبة في جامعة "بارفامي"، بدراستها أخذ يتراجع، وعزيا ذلك إلى ولعها بموقع التواصل الاجتماعي، فقررا معاقبتها كي تلتفت إلى دروسها أولاً. لكن قرار الأهل كان قاسياً بالنسبة للشابة التي فشلت بالتعامل معه ومع غيره من القرارات "الصارمة" التي فرضها والدها في المنزل، فقررت أن تشنق نفسها. وتركت الشابة المنتحرة خلفها رسالة مقتضبة سجلت فيها كلماتها الأخيرة :"لا استطيع العيش من دون موقعي المفضل فيس بوك". وقام "شان تاش" وهو شاب في ال26 من العمر في فبراير العام الماضي، وهو من سكان سان ماتيو، بالتحقق من صحة عمل هذه الأداة بنشره على صفحته أفكارا بشأن توتره وإحباطه بسبب أقساط قرض مصرفي، وأنه يجد مشكلة في دفع ديونه المصرفية، ثم أعلن لاحقاً أنه سينهي حياته في مكان عام. ولم يخبر "تاش" عائلته ولا أصدقائه بعزمه القيام بهذه التجربة، ووضع صورته الحقيقية لتنفيذ التجربة، وعلى الفور قام أصدقاؤه بإعلام إدارة الفيسبوك لقلقهم بشأنه، بحسب وكالات الأنباء العالمية التى نشرت تفاصيل القصة. وبعد وقت قصير قام فيسبوك بغلق حساب "تاش"، وفي هذه الأثناء اتصل شخص مجهول بشرطة سان ماتيو، التي قامت باستجواب الشاب إثر اعتقاله، ولم ينكر الأخير ما نشره، موضحا هدفه الحقيقي، مؤكدا أنه لم يكن ينوي الإنتحار، مما دفع الشرطة للإفراج عنه. ولكنه قامت بإبلاغ الجهات الصحية بذلك، لكي تقوم بفحصه. وبعدها تم التحفظ على "تاش" لمدة 72 ساعة بمستشفى الأمراض العقلية في ظروف غير انسانية، كما خضع لاختبارات مرض السل وفيروس نقص المناعة و7 اختبارات دم أخرى. ونتيجة لتلك الأحداث تنبهت شركة فيسبوك لتلك الظاهرة وهو ما دفعها لوضع مجموعة من الأدوات للحفاظ على مستخدميها الذين يعانون من الإكتئاب ومنعهم من محاولة الأنتحار. وفي حال وجود أفكار انتحارية لدى مستخدم الفيسبوك تظهر من خلال صفحته، ويقوم أحد اصدقائه بإرسال إشعار بذلك الى إدارة الموقع فإن الأخير يقوم فورا بمراجعة صفحة المستخدم، ومن ثم يقوم بغلق حسابه وإتاحة صفحة له لقراءة مواد للوقاية من الإنتحار.