رحل عنا بالأمس أحد أهم رموز الحركة الأدبية فى أفريقيا والوطن العربى هوه الشاعر محمد مفتاح الفيتورى شاعر السودان المولد السكندرى المزاج والهوى بعد أن حفظ القرآن الكريم في مراحل تعليمه الأولى بالإسكندرية ، ثم درس بالمعهد الديني وانتقل إلى القاهرة حيث تخرج في كلية العلوم بالأزهر الشريف ، أمتدت رحلته الفيتورى الشاقة لتسعة وسبعين عاما قدم خلالها العديد من الأعمال الشعرية التى توجته بشاعر إفريقيا والعروبة. أسقطت عنه الحكومة السودانية في عام 1974 إبان عهد الرئيس جعفر نميري الجنسية السودانية وسحبت منه جواز السفر السوداني لمعارضته للنظام آنذاك، وتبنّته الجماهيرية الليبية وأصدرت له جواز سفر ليبي وارتبط بعلاقة قوية بالعقيد معمر القذافي وبسقوط نظام القذافي سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي فأقام بالمغرب مع زوجته المغربية رجات في ضاحية سيدي العابد ، جنوب العاصمة المغربية الرباط، وبالرغم من ذلك منحته أعماله الشعرية التى نالت استحسان القراء فى الوطن العربى وإفريقيا جواز سفره طوال تلك الفترة و حتى عام 2014 عندما عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسي. درس له بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كما تغنى ببعض قصائده مغنّون كبار في السودان . عمل الفيتوري محرراً أدبياً بالصحف المصرية و السودانية ، وعُيّن خبيرًا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و 1970. ثم عمل مستشارًا ثقافياً في سفارة ليبيا بإيطاليا. كما عمل مستشاراً وسفيراً بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان ، ومستشارا للشؤون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب . وعلى مستوى أعماله الشعرية قدم الفيتورى أكثر من عشرين ديوانا شعريا ، أبرزها : " أغانى إفريقيا ، عاشق من إفريقيا، أحزان إفريقيا،ثورة عمر المختار، وأعمال شعرية ومشروعات أدبية أخرى. حصل محمد الفيتورى على «وسام الفاتح» الليبي و «الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب» بالسودان . توفى بالأمس الشاعر محمد مفتاح الفيتورى ، عن عمر يناهز 79 عاما ، ويعد الفيتورى أبن مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور الحالية بالسودان ، وولد في 24 نوفبر عام 1936م ، ووالده هو الشيخ مفتاح رجب الفيتوري وكان خليفة صوفي في الطريقة الشاذلية، العروسية ، الأسمرية .