تبذل حكومتي مصر والمملكة العربية السعودية الآن مساعي جادة لاقامة جسر دولي "بري" بين البلدين يمتد من منطقة شرم الشيخ وحتى رأس حميد بمنطقة تبوك شمال السعودية عبر جزيرة تيران بطول 50 كيلومترا تقريبا. وأكدت المصادر أن الجسر يهدف إلى تأمين حركات التنقل والتبادل التجاري بين مصر والسعودية لافتة إلى أن الجسر سيكون أول جسر يربط قارتي افريقيا وأسيا في العصر الحديث. وقال اللواء جمال مظلوم الخبير الاستراتيجي ان اقامة هذا المشروع بالغ الاهمية خاصة في الوقت الحالي الذي تتمتع فيه السعودية بعلاقات وطيدة بالولايات المتحدةالامريكية. وأكد مظلوم قد يكون هناك تهديد للجسر عسكريا من قبل إسرائيل لانها بلا شك ستعارض أي مشروع من شأنه احياء المنطقة العربية حتى ولو كان الجسر مرتفعا ولا يعوق حالات المرور والملاحة البحرية. ولفت السفير عبد الرؤوف الريدي سفير مصر السابق في واشنطن إلى ان ايجاد أي نوع من الربط بين الدول أمر إيجابي لتوثيق وتوطيد تلك العلاقات والإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والإستراتيجية في كافة الأوجه، مضيفا ان إمكانية التأثير لهذا المشروع على اسرائيل وفق المادة ال5 من اتفاقية السلام لامر عار من الصحة، مؤكدا أن هذا الامر شأن خاص بالبلدين "مصر والسعودية" وطالما ان المشروع لن يؤثر على حركات الملاحة فبالتالي لا يوجد تأثير مباشر أو غير مباشر على اسرائيل. ونفى دكتور رشاد عبده استاذ الاقتصاد بالاكاديمية العربية للعلوم المالية ان يؤثر هذا المشروع بشكل مباشر على السياحة بشرم الشيخ، مؤكدا أن عملية إحياءه لأمر ضروري لأنه بكل تأكيد سيفتح آفاق جديدة نحو الاستثمار بين البلدين مستشهدا بالجسر الذي يربط بين السعودية والبحرين وما ترتب عليه من الازدهار الاقتصادي والنشاط التجاري، لافتا إلى أن تكلفة انشاء الجسر البري اقل مقارنة بعمليات التنقل عن طريق العبارات والنقل البحري.