"اختلفت الإعدامات والموت واحد".. فالجماعات الإرهابية ك"داعش" وتنظيم القاعدة، أنصار بيت المقدس وغيرها من التنظيمات التكفيرية المتشددة، والتي من المفترض أن تقيم "الإعدام" بحق - وفق شرع الله - كما تدعي، تفننت في طرق مختلفة للإعدام لا ندري ربما لرسالة ما تريد إيصالها إلى الجميع، بالوحشية أو العنف أو أنها خط أحمر "محدش يهزر معاها"، أو لأنها "مختلة" في عقل قياداتها. كما أنه ومع ظهور أي رهينة لديها وقبل إعدامها، فإن الرهينة ترتدي ملابس ذات لون برتقالي، وشبهه البعض بأنه نفس الزي الذي يرتديه المساجين في السجون الأمريكية، وهو الأمر الذي يثير عدة تساؤلات عن سبب ذلك الأمر، ورغم ما يؤكده علماء النفس والاجتماع، أن طرق تلك النهايات للأسرى سواء كانوا مسلمون أو غير مسلمين، أو يهود حتى، تأتي بنتائج عكسية وتنفر الناس من تلك التنظيمات، وتجذب تعاطف الجميع مع الضحايا حتى ولو كانوا "جناة". اختلفت طرق الإعدامات عند المتشددين إسلاميًا منذ الوهلة الأولى لظهورهم، بدءًا بالإعدام رميًا بالرصاص، مرورًا بالإلقاء من أسطح البنايات، وقطع الرؤوس وصولًا إلى الحرق كما حدث مع الطيار الأردني معاذ الكساسبة. الإعدامات رميًا بالرصاص: أعدمت التنظيمات الإرهابية عددًا من الأسرى لديها باستخدام الرصاص حيث نشروا فيديوهات كثيرة لرهائن قبل إعدامهم منهم من هو معصوب العينين ومنهم من ليس كذلك، ويقوم أفراد التنظيم بتصويب فوهة الأسلحة الآلية إلى رأسهم ويطلقون النار عليهم ليردوهم قتلى. الإلقاء من فوق أسطح البنايات: كما أعدم التنظيم الإرهابي رجلًا، من خلال رميه من أعلى مبنى مكون من سبعة طوابق بعد اتهامه بالشذوذ الجنسي بعد أن عصبوا عينيه في مدينة "تل الأبيض" بمنطقة الرقة شمال سوريا، لكنه بقي على قيد الحياة٬ وتتبعوه وقاموا برجمه بالحجارة حتى الموت أمام الجميع. الإعدام ذبحًا: وأعدم التنظيم الرهينتين اليابانيتين ذبحًا وهي الطريقة الشائعة عن التنظيم ويقوم بها في معظم الرهائن الذين يقوم بإعدامهم، والتي تبرز أبشع صور العنف لدى من يراها، ويتأكد لديهم أنه تنظيم دموي بعيد كل البعد عن الإسلام وتعاليمه. الإعدامات حرقًا: وتمثل الابتكار في طرق الإعدام فيما حدث للطيار الأردني الذي أسره "داعش" معاذ الكساسبة، حيث تم إعدامه حرقاً وهو حيًا على يد عناصر التنظيم وهو يقف في قفص حديدي مغلق، مدعين أن الجزاء من جنس عمله، وتناسوا أن النار لا يستخدمها سوى رب النار في تعذيب العصاة من يستحقونها. أسباب ارتداء رهائن "داعش" ملابس ذات لون برتقالي: وعن أسباب ارتداء رهائن داعش لملابس ذات لون برتقالي كشف علماء النفس والاجتماع، أن ذلك يشبه إلى حد كبير ملابس السجون الأمريكية، وهم في قبضتهم، وعدم ارتداءهم ملابسهم التي يتم أسرهم بها، أنه قد يرجع إلى وجود علاقة بين التنظيم وأجهزة استخبارات أمريكية، أو لأن أفراد التنظيم لديهم عقدة من ذلك الزي، الذي قد يكونوا أو أصدقاؤهم ارتدوه في تلك السجون. وقالت الدكتورة ثريا عبدالجواد أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن هناك عدة شبهات توضح علاقة التنظيم الإرهابي بالاستخبارات الأمريكية، منها الملابس البرتقالية التي تظهر بها رهائن "داعش" قبل إعدامهم، وهي نفس الملابس التي يرتديها السجناء في سجن "أبو غريب"، وكون ظهور رهائن "داعش"، بتلك الملابس البرتقالية اللون يثير شبهات حول علاقة التنظيم بالولايات المتحدةالأمريكية، ويعطي للناس انطباعًا بأن الرهائن إرهابيين بالفعل كما يحدث مع سجناء "أبو غريب" الذين تراهم أمريكا إرهابيين. وأضافت "عبدالجواد" ل"الوادي" أن هناك علاقة حقيقية بين التنظيم والغرب، بدليل أن عددهم لم يتعد ال20 ألف شخص، وهناك تحالف دولي لا يستطيع القضاء عليهم، مؤكدة أن وجود أفراد التنظيم بنفس الطول والجسم والإمساك بالسلاح بحرفية، تؤكد أن التنظيم لديه صلة بأجهزة مخابراتية غربية دولية. وتابعت الدكتورة سامية خضر صالح استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن سبب إجبار "داعش" على ارتداء رهائنها الزي البرتقالي وهو الزي الخاص بالسجون الأمريكية، قد يرجع إلى إرادة التنظيم "فك عقده" حيث أن الأمريكان عندما يقبضون على أحد منهم ويوضع في السجون يرتدي ذلك الزي، مضيفة سببًا آخر، وهو الأقوى من وجهة نظرها، وهو وجود علاقة للتنظيم الدموي بالولايات المتحدةالأمريكية، وأجهزة مخابراتية دولية. وأوضحت "صالح" في تصريح ل"الوادي" أن بشاعة القتل التي تظهر في فيديوهات "داعش" أثناء إعدامه لرهائن تزيد من تعاطف العالم أجمع مع الضحية حتى ولو كان غير مسلم، لأن الإنسانية ترفض تلك المشاهد وذلك العنف، والناس تنفر دائمًا من لو الدماء. وتؤكد الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن تنظيم "داعش" ينفذ أجندات ومخططات أجنبية، لتقسيم المنطقة بأكملها وقد ظهر ذلك جليًا في الفترة الأخيرة. وفسرت زكريا ل"الوادي" ارتداء الرهائن لملابس بلون برتقالي، بأنه أمر له علاقة بالكاميرا والتصور، خصوصًا وأن اللون البرتقالي يظهر بوضوح في التصوير، نافية أن يكون اللون البرتقالي جاء تيمنًا بملابس المساجين في السجون الأمريكية.