"زوجة واحدة لا تكفي" شعار تبناه العديد من الشعراء والمثقفين في مصر والوطن العربي ،فالراصد للمشهد الثقافي نجد أن الكثير من الشعراء والكتاب تزوجوا أكثر من مرة ،فمنهم من رأى في الزواج الشئ الذي يجعله مستقراً ،ومنهم من كان يبحث عن حب عمره حتى وجده ،ومنهم لم يجده فاستمر ينتقل من زواج لآخر بحثاً عن الحب الحقيقي .. وفي التقرير التالي نرصد لأبرز مشاهير الكتابة والشعر الذين تعددت زوجاتهم. قباني يعثر على حبه المجنون قد تزوج نزار قباني المعروف ب"شاعر المرأة" مرّتين ،فزوجته الأولى كانت ابنة خاله التى تدعى "زهراء آقبيق" والذي أنجب منها هدباء وتوفيق ،وقد جاء زواجه بها في مرحلة البدء في إقلاعه من عالم الكفاح إلى آفاق الشهرة ،وكانت زهراء "سيدة بيت" نمت وترعرعت في بيئة اجتماعية محافظة تقليدية ،وعندما انهمر على "قباني" رسائل المعجبات ،أخذت نار الغيرة تمزق زهراء ،ولم تستطع تحمل هذا الكم من المعجبات ونشبت الخلافات بينهما إلى أن وصل إلى الطلاق ،وفي العراق التقى بحبه الذي كان يبحث عنه ،وكانت السيدة "بلقيس الراوي" العراقية التي رأها في أمسية شعرية أقيمت ببغداد وقد أعجب بها نزار بجنون ،ومن ثم تقدم لخطبتها ولكن الأب والأسرة لم توافق فكيف تطمئن على ابنتها مع شاعر النساء ،وغادر نزار العراق خائباً لكنه لم ينساها بل كان تراوده في أحلامه واستمرت مراسلتهما سبعة أعوام ،حتى عاد مرة أخرى للعراق في مهرجان المربد الشعري وكتب قصيدة تعبر عنه حبه لها ،فتعاطف معه الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر وتوسط له حتى تزوجا ليعيشوا أجمل حياتهما ،ولكنها لقيت حتفها أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في حادث انفجار السفارة العراقيّة في عام 1982،وقد رثاها نزار بقصيدته الشهيرة "بلقيس" حيث حكى فيها أن الجميع كان لهم دورٌ بقتلها، وقد أنجب منها ابنيه عمر وزينب ولم يتزوّج بعدها. جاهين .. الذي لم يلتق حب عمره حتى وفاته عمنا "جاهين" رأي أن الزواج هو الاستقرار لذلك تزوج مرتين باحثاً عن الاستقرار والأمان ، فالأولى من سوسن محمد زكي والتي تعرف عليها صدفة من خلال عملها كرسامة في مؤسسة الهلال عام 1955،وأنجب منها بهاء وأمينة التي أسماها على اسم والدته. وكانت علاقته بزوجته سوسن قائمة على الصراحة فأخبرها أن عمله الأهم ثم تأتي هي في المرتبة التالية ،كما تعهد لها بأنه سوف يخبرها إذا شعر بالحب تجاه أي امرأة أخرى ،وهو ما حدث عندما شعر بالحب تجاه زوجته الثانية منى قطان، الأمر الذي ترتب عليه انفصاله عن زوجته الأولى بعد زواج استمر لمدة اثنتي عشرة سنة، وعلى الرغم من انفصالهما فقد استمرت علاقتهما الإنسانية قائمة ومن أجل طفليهما قاما بالعودة مرة أخرى لبعضهما بناء على طلب جاهين وإن كان زواج على الورق فقط واستمر حتى وفاة جاهين. وقد قالت عنه سوسن زكى: "كان رقيقا فى معاملاته على كل المستويات ،إنسانا مهذبا ،نبيلا فى كل تصرفاته ،كان متقدما فى تفكيره ،بسيطا فى كل المواقف ،بهرتنى طريقة تفكيره ،وأدهشنى أنه لم تكن لديه طباع متشددة مثل كل الرجال المصريين فى ذلك الوقت ،لكن أهم صفة كان يتمتع بها هى البساطة فى كل شيء". أما بالنسبة لزواجه الثاني، من الفنانة الفلسطينية منى قطان، فقد جاء عن طريق قصة حب بدأت أحداثها في إحدى مكاتب جريدة الأهرام حينما كان جاهين يرسم صورة لمبنى أثري ،فسألته منى عنه فأجابها بأنه الأزهر وقد اصطحبها لحي الحسين والأزهر ،وكان جاهين مرآة زوجته للمجتمع المصري ،وقد تعرض زواجهما لعدة أزمات منها تأخرهما في الإنجاب لمدة ثلاثة عشر عام بعدها أنجبا ابنتهما سامية ,بالإضافة إلى أزمات الاكتئاب التي كان يتعرض لها صلاح جاهين, ورغم زواج جاهين مرتين إلا أنه عاش يعتقد بأنه ينتظره حب كبير لم يلتقيه. الفاجومي .. زير النساء أما الفاجومي "أحمد فؤاد نجم" شاعر العامية فقد تعددت مرات زواجه ،فقد تزوج ست مرات ،كانت زوجته الأولى تدعى فاطمة منصور ،الذي أنجب منها أبنته عفاف ،وقد قال عنها نجم "الست دي ظلمتها أوي ،لأنني كنت رجل جهول ظالم كنت أضربها كل يوم ،من منطلق أن الرجل اللي ما يضرب مراته ضعيف الشخصية ومش راجل ،فنزلت فيها ضرب ،ومعرفتش هي استحملت الضرب كله إزاي". أما زوجته الثانية كانت صافيناز كاظم وهي ناقدة مسرحية كبيرة مصرية الاصل، وجدها كان الشاه اسماعيل الصفوي شاه ايران وأنجب منها أبنته نوارة ، وزوجته الثالثة كانت عزة بلبع وهي مصرية الاصل ،أما زوجته الرابعة كانت صونيا ميكيو ،التي كانت تعمل ممثلة المسرح الجزائري الاولى ، وزوجته الخامسة كانت المصرية حياة الشيمير ،وزوجته الأخيرة هي السيدة أميمة عبد الوهاب ،التي انجبت منه زينب. درويش .. زوج فاشل " المؤسسة الزوجية قيد يجب أن يبتعد عنها أي إنسان يحمل في داخله بذرة فن أو ابداع" هكذا عبر الشاعر الفلسطيني محمود درويش عن فكرة الزواج الذي ظلت في خياله ،فقد تزوج درويش مرتين في حياته , الأولى من الكاتبة السورية رنا صباح قباني وهي ابنة شقيق نزار قباني ,لكن زواجه منها لم يستمر طويلاً ،وباء بالفشل والطلاق ،وقد قالت عنه مطلقته رنا " أن محمود لم يخلق ليكون زوجاً ورب أسرة وأباً ,فهو شاعر رائع ,لكنه في الوقت نفسه زوج فاشل " ،أما الزواج الثاني فكان من الفنانة والمترجمة المصرية حياة الهيني واستمر لعدة أشهر فقط وانفصلا بعدها. وقد قال درويش لم اتزوج بعدها ،ولن أتزوج ،إنني مدمن على الوحدة ،معترفاً بفشله في الحب قائلاً "احب أن أقع في الحب ,السمكة علامة برجي (الحوت) ,عواطفي متقلبة ,حين ينتهي الحب ,أدرك أنه لم يكن حباً ,الحب لابد أن يعاش, لا أن يُتذكر".