يعقد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية دورته السنوية المعتادة فى جلسات ممتدة فى الفترة من الأحد 16 نوفمبر الى يوم الخميس 20 نوفمبر الجاري وذلك برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وسكرتارية الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس وبحضور أعضاء المجمع المقدس للكنيسة في القاعة الكبرى للمجمع المقدس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية فيما أعلن كمال زاخر ، المنسق العام للتيار العلماني القبطي، رفضه الكامل والواضح لكل محاولات تجميد أو إعاقة خطوات البابا تواضروس الثانى، أو محاصرته كما ناشد الأباء المستنيرين بالمجمع المقدس التصدى للمؤامرة التى يقودها البعض داخل مجمعهم وتحالفاتهم التي تسعي لإسقاط البابا أو وقف مسار الإصلاح واسترداد الكنيسة لموقعها المتقدم فى خريطة الخدمة وفى الوطن وأشار زاخر إلي تصديه بحزم على كافة الأصعدة وكشف رؤوس المؤامرة بالوثائق والشهادات فى لحظة لا تحتمل التخاذل أو التراجع عن الدفاع عن الكنيسة ،علي حد وصفه وأضاف كمال زاخر "تأتى هذه الدورة فى ظروف عامة وكنسية غاية فى الدقة والحساسية، تنعكس بالضرورة على اجواء ومناقشات جلساتها، وتتواكب مع مرور عامين على تولى قداسة البابا لمهام منصبه، وقد سبقها عدة مؤشرات تشكل مخاطر عديدة تستهدف تحجيم وتقليص مسار قيادة الكنيسة باتجاه التصحيح والإصلاح الذى انتهجه قداسة البابا منذ اليوم الأول له على الكرسى المرقسى، بحسب ما تعلم به الكنيسة فى صلواتها الليتورجية، وتتصاعد عند بعض الأجنحة داخل الكنيسة الى السعى لعزل قداسته والترويج لهذا عبر بعض الأقلام والأبواق الموالية لها فى الفضاء الإعلامى بعد أن هالها جسارة تواجهه مع القضايا محل الجدل" وأكد منسق التيار العلماني أن "هناك محاولات مستمرة للمصالحات المتتالية مع المستبعدين من الإكليروس والعلمانيين، وإعادة بعضهم الى مواقعهم الكنسية، إتساقاً مع التعليم المسيحى الآبائى السوى واعادة هيكلة الداوائر المعاونة للبابا البطريرك، واستبعاد الوجوه التقليدية التى تماهت مع مواقعها وكونت مراكز قوى مسيطرة على القرار الكنسى وامتدت الى المجال السياسى وتصدرت الإعلام والإعلان عن انسحاب الكنيسة من المشهد السياسى بحزم منذ اليوم الأول لتولى البابا مهامه الرعوية الذى فرضته ظروف وملابسات بعينها فى السابق، مع تمسكها بدورها الوطنى الإيجابى كدأبها عبر التاريخ والبدء فى إعادة الإعتبار للأب متى المسكين ورفع الحظر عن انتاجه الفكرى وعودته إلى موقعه المستحق بالمكتبة القبطية ومشاركته فى معرض الكتاب بباحة الكاتدرائية العام الماضى واستبعاد الكوادر الصدامية من سكرتارية البابا والمجمع بشكل اعتبروه تحدياً لتاريخهم وسطوتهم وسلطتهم ومن ثم مصالحهم وامتداداتها المتشعبة داخل اروقة الكنيسة والأجهزة ذات الصلة وشبكة بعض من رجال الأعمال" وشدد كمال زاخر قائلا " سعى البابا لتفعيل خطوات التقارب الكنسى مع الكنائس الأخرى عبر لقاءات مكوكية جادة تقتحم القضايا الخلافية الموروثة والمتراكمة على أسس موضوعية بلا تفريط أو غلو ومد خطوط التواصل معها على ارضية إنسانية إيمانية تكسر حدة الجفاء مع مراعاة الحفاظ على القواعد الإيمانية المميزة للكنيسة وشروع البابا فى تطوير الكلية الإكليريكية الأم بالقاهرة على أسس أكاديمية، ودعم هيئة التدريس بها بكوادر علمية اكاديمية من اساتذة الجامعات المصرية، ووضع ضوابط علمية للدراسات العليا، واستبعاد غير المؤهلين علمياً ز توطئة للإعتراف العلمى بها محلياً ودولياً، ومن ثم بخريجيها، والدفع بهم فى حقول الخدمة الكنسية المختلفة،والذى ينعكس بالضرورة على مستوى واداء الخدمة ومردودها الإيجابى فى التفاعل مع احتياجات اجيال جديدة والتعامل الجاد مع اقباط المهجر بعيداً عن الزيارات الإحتفالية انطلاقاً من تقدير واع لمشاكل اجيالهم الجديدة المهددة بالإبتعاد عن الكنيسة الأم بفعل البعد المكانى والذهنى والمجتمعى فى اوطانهم الجديدة بما يتطلب متابعة قريبة ووضع رؤى مناسبة لخدمتهم خاصة وأن الأرقام المتوفرة تشير الى تجاوزهم ال 4 مليون مهاجر بين الهجرة الدائمة والمؤقتة ووضع قواعد إعادة هيكلة منظومة الرهبنة عبر مشاورات مع اطرافها لدعم وتنقية وتطوير دورها المفصلى فى الخدمة تأسيساً على أن اصلاح الرهبنة وضبطها على اصولها الآبائية الصحيحة ومتطلبات العصر ينعكس بالضرورة على دورة الخدمة الكنسية والتحول من المركزية فى ادارة الكنيسة إلى اللامركزية بإعادة الإعتبار لمسئولية اساقفة الإيبارشيات فى ادارة ايبارشياتهم وفى تصحيح يعيد البابا البطريرك الى موقعه باعتباره "المتقدم بين إخوة" بحسب ترتيب الكنيسة الصحيح وطرحه لرؤى متقدمة تتسق مع معطيات العصر فى بعض المستقرات الملتبسة بمراجعة التراث غير المحقق وضبط مصطلح السلطة حتى لا تتحول الى تسلط، ولا تتحول الأبوة الى سيادة" وأشار منسق التيار العلماني "كانت ردود الأفعال حادة ومتسارعة عندما تحركت أو تقلصت أو أضيرت مصالحهم جراء منهج البابا البطريرك المتسق مع طبيعة حركة التاريخ سواء ممن لم يستطيعوا مواكبة التطور المجتمعى والعلمى أو ممن استبعدوا من دائرة الضوء أو اشتبكوا مع دوائر السياسة ورجال الأعمال أو ممن لهم مواقف شخصية مع المستفيدين من تحرك البابا البطريرك الإيجابى أو ممن كانوا يرون انفسهم أحق بالموقع ويسعون لافشال حراك التجديد والإصلاح وتشويهها".