أدلى قداسة البابا تواضروس الثاني بحديث تليفزيوني لقناة الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، استعرض فيه تاريخ المسيحية في مصر والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين و الدين والسياسة و الكنيسة القبطية والكنائس الأخرى في مصر وخارجها ، وتحدث عن زيارته لروسيا وللكنيسة الروسية الأرثوذكسية مشيدا بتاريخها المجيد وبحاضرها الغني روحيا بأديرتها وكنائسها مبديا تقديره للحفاوة التي قوبل بها في كل مكان ففى سؤال عن واقع الأحوال فى مصر ، أجاب قداسته: حينما نقرأ تاريخ الكنيسة القبطية فى مصر نجد أنه تاريخ طويل فى القرن الأول مارمرقس بشر مصر لانها كانت كلها كانت مسيحية حتى القرن السابع ثم دخل الإسلام مصر وعاش المسلمون مع المسيحيين 14 قرنا من الزمان ، نحن نحاول أن نحل مشاكلنا فى جو من الحب ، الآن الموقف فى مصر يتحسن خطوة خطوة وفى سؤال عن أحوال المسيحيين فى مصر وتأثير الإسلام السياسى قال قداسة البابا: مصر بلد لها خصوصية ، فلقد زارتها العائلة المقدسة السيد المسيح والعذراء ويوسف النجار والمسيح بارك مصر كلها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب و المسيحية فى مصر قوية لذا فإنك تجد الكنائس مليئة بالمسيحيين أطفال و شباب وعائلات وأيضاً العلاقة بين الكنيسة والشعب قوية ومصر تعتبر محمية من الله أما بالنسبة للعراق وسوريا الوضع خطير للغاية ، عموماً الناس فى الشرق طيبون يميلون إلى السلام والوسطية والعدالة لكن اختلاط الدين بالسياسة خلق حالة صعبة و أعطيكم مثالا : الدين مثل البيضة و السياسة مثل الحجر وهذا خطير جداً اذا خلطنا الاثنين نخسر الاثنين لكن نستطيع أن نستفيد من كل حاجة منهما أي نستخدم البيضة في الطعام والحجر في البناء اذا لابد أن ألا نخلط الدين بالسياسة. وعن علاقته ببطريرك الروم الأرثوذكس بمصر قال قداسته: علاقتنا طيبة ونحن نحمل سمات مشتركة فلنا نفس الإسم: تواضروس وثيئودور وهو نفس الاسم لكن لليونان وانا بابا كنيسة الإسكندرية للكرازة المرقسية وهو بابا الاسكندرية للروم الأرثوذكس فنحن اصدقاء تقابلنا كثيرا في المناسبات لكن حتى الآن لم نتقابل فى الاسكندرية ، سأحاول فى المستقبل أن ألتقيه حين اذهب إلى هناك وايضا نتواصل من خلال البعثات التعليمية فارسلنا 3 رهبان حصلوا علي منحة فى اثينا وأيضاً اليونان اعطونا كنائس لنصلي فيها أما عن علاقته بالكنائس الأخرى أشار قداسة البابا: ، فى نوفمبر 2012 و بعد التجليس بحوالي ثلاثة شهور تم تأسيس مجلس كنائس مصر والذي يتكون من خمس كنائس: الأرثوذكسية والكاثوليكية واليونانية والانجيليكانية والانجيلية ، وتسعى هذه المؤسسة إلى التنسيق والتعاون بين الكنائس وفي اكتوبر الماضى تجمع شباب من هذه الكنائس وقابلتهم وأعطيت محاضرة عن "المسيحية ديانة سماوية". وعن انطباعه الشخصى على زيارته لروسيا أجاب قداسته : الحياة روحية فى الأديرة خصوصاً القديمة والايقونات الكبيرة والكثيرة فنجد حوالي 7000 متر مربع من الأيقونات الموزايك في كنيسة واحدة وأكثر مشهد أثر في ولمس قلبي هو مقابلة الأطفال البنات اللواتي يتم رعايتهن داخل الدير فقد قضينا وقت جميل معهم وقدموا تسابيح بالروسية و اخذنا صور معهم وعن أكثر شيء لفت نظره في روسيا قال قداسته : أنا راهب فطبيعي ما يلفت نظري هو الأديرة الجميلة جداً مئات الايقونات الكبيرة و فى مصر الايقونة صغيرة وما تأثرت به أيضا هو التقليد المتبع في تلك الاديرة فهي تستقبل الضيوف بالعيش والملح و فى أديرتنا القديمة أى شحص يزور الدير نغسل رجليه وفي نهاية الحوار شكر قداسة البابا تواضروس الكنيسة الروسية الأرثوذكسية وبطريركها "كيريل" والمطارنة والأساقفة والرهبان والكهنة علي محبتهم الفياضة التي تابعتنا في كل مكان