قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن العقوبات الغربية على روسيا حققت المراد منها حيث جعلت موسكو تدفع ثمن ضم شبه جزيرة القرم إليها بعد أن كانت تابعة لأوكرانيا وتدخلها فى شئون أقاليمها الشرقية، وبدلا من التراجع عن موقفها قررت موسكو محاولة بث الوقيعة من أجل تقسيم التحالف الهش بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى والذي يقوي السلاح الاقتصادي. وأضافت المجلة - في سياق تحليل بثته على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء - أنه على الجبهات والساحات القانونية والسياسية والاقتصادية يحاول المسئولون الروس والشركات الروسية استغلال الخلافات لكسر النهج الموحد للدول التي يجمعها محيط الأطلنطى، فى الوقت الذي يركز فيه الغرب على مشكلات مناطق أخرى مثل مشكلتي العراق وسوريا، مشيرة إلى أن العقوبات على روسيا معرضة للطعون القانونية في محاكم الاتحاد الأوروبي. ولفتت المجلة إلى أن إحدى الضربات الروسية المضادة هي نشر الاعتقاد بأن العقوبات الاقتصادية لها انعكاسات على الأوروبيين أيضا، فعلى الرغم من أن روسيا هي المستهدفة من العقوبات إلا أن انخفاض حجم التجارة يضر دول الاتحاد الأوروبي أيضا. وتابعت المجلة الأمريكية أن الاتحاد الأوروبى هو أكثر اعتمادا على روسيا فى التجارة وخاصة فيما يتعلق بالغاز الطبيعى وحتى الآن خصص التكتل الملايين وليس المليارات للصناعات التى ضربت للرد على العقوبات المفروضة على روسيا. من جانبها، قالت المفوضية الأوروبية أنها ستنفق 209 ملايين دولار للمزارعين الذين لحق بهم الضرر جراء الحظر الروسى على واردات المواد الغذائية وتأتى تلك المعونة لتضاف إلى 167 مليون دولار وزعت بدءا من شهر اغسطس الماضى. مشيرة إلى إن الخسائر في الإيرادات على مستوى القطاع الزراعى بدأت منذ 7 من أغسطس الماضى عندما تم اعلان الحظر وهو ما يعنى أن التكلفة النهائية لمعركة العقوبات ستكون أعلى بكثير. ونقلت "فورين بوليسي" عن ستيفن بيفر السفير السابق لأوكرانيا وباحث بارز في معهد بروكينغز "لست متأكدا من أين يأتي لافروف بتلك الأرقام"، مضيفا "تحاول روسيا خلق الانقسام بين أوروبا والولاياتالمتحدة ولا اعتقد أنهم سينجحون فى ذلك على الأقل في الأمد القصير".