سلطت مجلة "تايم" الأمريكية الضوء على غضب الولاياتالمتحدة من قرار فرنسا بيع سفن حربية فرنسية الصنع لروسيا.. معتبرة ذلك مساعدة من فرنسالروسيا فى الدفاع عن الأراضى التى انتزعتها من أوكرانيا مثل شبه جزيرة القرم وغيرها من الأراضى الأخرى . وأشارت تايم - فى سياق تقرير بثته على موقعها الإلكترونى- إلى أنه على الرغم من موافقة فرنسا على فرض عقوبات ضد موسكو عقب قيامها باحتلال شبه جزيرة القرم فى مارس الماضى، إلا أن ذلك لم يمنعها من بيع السفن الحربية إلى نفس القوات الروسية التى نفذت الاحتلال . وذكرت المجلة أن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أكد الجمعة الماضية - فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى تويتر- أن بلاده ملتزمة بالوفاء بوعودها بتسليم موسكو سفينتين حربيتين من حاملات الطائرات طراز ميسترال محلية الصنع، وفقا لاتفاق أبرم بين البلدين من قبل فى عام 2011 بقيمة 6ر1مليار دولار، أى قبل احتلال موسكو للقرم . ولفتت المجلة إلى أن قرار البيع يأتى متزامنا مع ضغوط واشنطن على فرنسا لوقف عملية البيع.. مضيفة أنه قبيل ساعات من وصول الرئيس الأمريكى أوباما إلى باريس يوم الخميس قال لصحفيين إنه " من المفضل الضغط على زر لإيقاف عملية البيع ، وأننى أشعر بقلق بالغ إزاء ذلك الاتفاق وأعتقد أنى لست وحدى" . وقالت المجلة إن مختلف أعضاء حلف شمال الأطلنطي "ناتو"، فضلا عن قادة أوكرانيا، لطالما طالبوا فرنسا بوقف عملية البيع ، وأن جزءا كبيرا من مخاوفهم ينبع من أن واحدة على الأقل من السفينتين الحربيتين ستظل مرابطة فى شبه جزيرة القرم كجزء من أسطول البحرالأسود الروسى وبنفس القوة ذاتها التى أدت إلى استيلاء روسيا على جنوب شبه الجزيرة الأوكرانية . وأَضافت المجلة أن أعضاء حلف الناتو الآخرين وخاصة ألمانيا دافعوا عن حق فرنسا فى بيع السفن بحجة أن موسكو لا تخضع لأي حظر عسكرى غربى تابع للناتو. من جانبه قال وزير الخارجية البولندى رادوسلاف سيكورسكى – لصحفيين فى جريدة لوموند الفرنسية - أن روسيا ستستخدم تلك السفن فى تهديد الدول المجاورة لها والمطلة على البحر الأسود..مشيرا فى هذا الصدد إلى الحلفاء الأوروبيين..ومتابعا "لا أعتقد أن فرنسا ترغب فى أن تساهم بأسلحة فعالة فى أى عمل عدوانى" . ومن جانب آخر قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لصحفيين فرنسيين - عشية مغادرته العاصمة الفرنسية باريس عقب الانتهاء من مراسم الاحتفال بالذكرى ال70 لإنزال قوات الحلفاء فى نورماندى – "إننى على ثقة تامة من أن صفقة الأسلحة مع فرنسا تمضى قدما ، وأعتقد أننا نعيش في عالم متحضر وسنستمر جميعا في الوفاء بالتزاماتنا التعاقدية" ..مضيفا أنه "اذا سار كل شيء على ما يرام فمن المحتمل أن نبرم اتفاقات أخرى وليس بالضرورة فى مجال بناء السفن البحرية" . واختتمت المجلة قائلة إن العشرات من المسئولين الروس فضلا عن الانفصاليين الموالين لروسيا عوقبوا من قبل الغرب بمنعهم من السفر وتجميد أًصولهم ،مضيفة أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى أرجأوا جولة أخرى من العقوبات ضد الاقتصاد الروسي، ولا سيما في مجال الطاقة والصناعات الأسلحة، من أجل إعطاء فرصة إلى روسيا للتراجع فى أوكرانيا .