اكد الحزب الإشتراكى المصرى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تدق طبول"الحرب العالمية الثالثة"، من خلال حشدها تحالفاً ضخماً، يضم أربعين دولة أجنبية وعربية، فى مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية فى العراق الشام"، "داعش" الإرهابى. وقال الحزب فى بيان صحفى أن هناك مجموعة من الملاحظات الأساسية، ينبغى وضعها فى الاعتبار، قبل تحديد الموقف الصحيح من هذا التطور الخطير، الذى يدفع بالوضع فى المنطقة إلى حافة الهاوية، أولها عدم شن هذه الحرب تحت غطاء دولى من "الأممالمتحدة" وهيئاتها، فهى حرب بقرار أمريكى منفرد، تستهدف تحقيق المصالح الأمريكية فى المقام الأول. الملاحظة الثانية تتمثل فى أن حشد الولاياتالمتحدة لهذه الحرب تحالفاً عسكرياً وسياسياً هائلاً، يضم أربعين دولة، بكامل قدراتها العسكرية الضخمة، لمواجهة مابين عشرين إلى واحد وثلاثين ألف مقاتل، فى تنظيم "داعش"، حسب تقديرات المخابرات المركزية الأمريكية، أمر غير منطقى،جهاز ، ويشير بوضوح إلى وجود أجندات خفيّة للولايات المتحدة، تستهدف من خلالها تنفيذ المخططات المعلنة، لإعادة رسم خرائط المنطقة، حسب تصورات مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، المطروح منذ سنوات. وأشار البيان إلى أن استثناء هذا التحالف لدولتين كبيرتين هما روسيا والصين، من خارج المنظومة الغربية، أمريثير علامات استفهام كبيرة حول سعى الولاياتالمتحدة للانفراد بتقرير شئون المنطقة، والاستئثار بتحديد ملامح مستقبلها ومصيرها، بينما ضم فى صفوفه دولاً رعت الإرهاب ومولته، مثل قطر، وتركيا، والسعودية، وغيرها. وأضاف البيان أن الولاياتالمتحدة منحت نفسها الحق فى استباحة السموات العربية، وانتهاك سيادة دول المنطقة، ورفضت التنسيق مع سوريا فى التجهيز لضرب تنظيم "داعش" على أراضيها، وقد أعلن مسئول عسكرى أمريكى أن الحدود لن توقف الضربات، والإرادة الأمريكية ليست فى حاجة لإذن من الحكومة السورية، عندما يتعلق الأمر بحماية الشعب الأمريكى، وهو أمر بالغ الخطورة، يُكرِّس قرصنة الدول العظمى، واعتداءها الفاضح على القانون الدولى وسيادة الدول الأخرى. وذكر البيان أن الولاياتالمتحدة قصرت تعريف"الإرهاب" الذى يتوجب مجابهته على تنظيم "داعش"، متجاهلة دورها ، ودور العديد من حلفائها فى خلق هذا التنظيم الإرهابى، وغيره، من جهةٍ، ومتغاضيةً عن عشرات التنظيمات الإرهابية الأخرى فى المنطقة، بل وذهبت إلى حد دعم، وإسباغ الحماية على، تنظيم "الإخوان" الإرهابى، الذى لا يُخفِى خططه لتدمير الدولة المصرية، وتخريب استقرار البلاد، ويسقط كل يوم أعدادً من الشهداء والمصابين، من المصريين الأبرياء، بفعل جرائمه الإرهابية. وقال "الإشتراكى المصرى" فى بيانه أن الولاياتالمتحدة أعلنت بوضوح، أن قواتها وقوات الدول الغربية الحليفة الأخرى، لن تخوض حرباً برّية فى المنطقة، وتركت هذه المهمة بالغة الخطورة ل"جيوش الدول العربية"، أى للجيش المصرى على وجه التحديد، فهو الجيش الوحيد المتبقى، والقادر على أداء هذا الدور بعد تَفَسُّخ وانهيار الجيوش فى الدول العربية المحيطة بساحة القتال المرتقب. وتابع البيان أن الإدارة الأمريكية قدرت المدى الزمنى لهذه الحرب بثلاث سنوات، وطلبت اعتماداً أولياً قدره خمسمائة مليون دولار، من الكونجرس الأمريكى، وهو ما يستدعى ذكريات وتداعيات حرب تدمير واحتلال العراق، بظروفها وملابساتها، ومن المؤكد أن دول الخليج النفطية ستدفع فاتورة هذه الحرب الكارثية، وما سينجم عنها من دمار ومآسٍ. وحذر "الحزب الاشتراكى المصرى"، من مغبّة التورط فى هذه الحرب وما يترتب عليها من نتائج خطيرة، على المنطقة وشعوبها، وعلى تماسك بلدانها واستقرارها، وعلى وحدتها السياسية والجغرافية، ليؤيد بقوة الموقف الرسمى المعلن، والذى يتضمن رفض مصر المشاركة فى هذه الحرب، وامتناعها عن إرسال قوات إلى خارج حدودها للاشتراك فى العمليات العسكرية، ضد تنظيم "داعش"لأنها أحوج ما تكون لجهود قواتها المسلحة، التى تواجه تحديات إرهابية خطيرة فى الداخل، وعلى امتداد حدودها مع كل من ليبيا والسودان.