صرح السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باٍسم رئاسة الجمهورية بأن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي استهل جولته إلى الشرق الأوسط بمصر ، أعرب عن دعم بلاده لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحقيق الهدنة وفقاً للمبادرة المصرية التي ساندتها فرنسا بمجرد الإعلان عنها. وشدد الوزير الفرنسي على أهمية العمل على تحقيق وقف فوري لإطلاق النار ، وذلك بالنظر إلى استمرار سقوط الضحايا من المدنيين الفلسطينيين ، كما أكد حرص بلاده الكامل كقوة أوروبية وعضو دائم في مجلس الأمن على العمل مع مصر ومساندة جهودها الرامية إلى تحقيق الهدنة. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا بحضور سامح شكري وزير الخارجية،ونيكولا جاليه سفير فرنسا بالقاهرة. واستعرض الرئيس السيسي عناصر المبادرة ونتائج الاتصالات المصرية في هذا الصدد ، معربا عن أسف مصر لاستمرار قتل الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون الثمن ، وحذر من خطورة تدهور الأوضاع إلى الأسوأ ، وأعرب عن أمله في أن يتم تغليب صوت العقل ، وأن تلتزم كافة الأطراف بضبط النفس ، وطالب فرنسا بالانضمام إلى مصر في جهودها الهادفة إلى إقناع الجانب الإسرائيلي بوقف العملية البرية. وعلى الصعيد الثنائي ، أكد الوزير الفرنسي على الأهمية التي توليها بلاده لعلاقاتها مع مصر سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الدور الإقليمي لمصر في منطقة الشرق الأوسط أو القارة الافريقية ، وتعدد الدوائر والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين ، وأكد أن بلاده تساند مصر في المرحلة المقبلة وتتمنى لها تحقيق النجاح واستعادة دورها التقليدي في المنطقة ، وقال " إن نجاح مصر يعد مهماً بالنسبة لفرنسا ". من جانبه ، أشار الرئيس السيسي إلى أن مصر تبادل فرنسا ذات الاهتمام بتنمية العلاقات الثنائية التي عرفت تاريخيا بقوتها على الصعيدين الرسمي والشعبي ، مؤكدا على اهتمام مصر بتعزيز التعاون مع فرنسا في كافة المجالات ، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف ، وحذر من مخاطر انتشار النزعات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط وكذا في إفريقيا ، والتي ستمتد لا محالة إلى أوروبا ، وخاصة دول شمال المتوسط. وأكد علي أهمية تضافر الجهود المصرية الفرنسية في إطار تكاتف جهود المجتمع الدولي لدحر الإرهاب واجتثاث هذه الظاهرة من جذورها. وأشار الرئيس السيسي إلى أهمية تعزيز التشاور على المستويين السياسي والأمني في مواجهة تصاعد التيارات الأصولية المتطرفة سواء في منطقة القرن الأفريقي أو شمال أفريقيا وانعكاساتها على أمن منطقة البحر المتوسط. وفي سياق آخر، أكد الرئيس السيسي على ضرورة اتساع مفهوم حقوق الإنسان ، ليشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية كالحق في التعليم والعمل، منوهاً بضرورة تفعيل التعاون الثنائي للنهوض بأوضاع هذه الحقوق في مصر ، وذلك جنباً إلى جنب مع الحقوق والحريات المدنية المتعارف عليها ، والتي يتعين أن تنمو وتزدهر أيضاً. وإقليمياً ، تم أثناء اللقاء استعراض الرؤيتين المصرية والفرنسية إزاء عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ، لاسيما في كل من ليبيا وسوريا والعراق ، حيث شدد الرئيس السيسي على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي للحيلولة دون تفتت هذه الدول ، والحفاظ على سلامتها الإقليمية ووحدة شعوبها ، مشيرا إلى ما تواجهه الدول الثلاث من تحديات أمنية هائلة على خلفية فهم مغلوط وسوء استخدام للدين ، فضلاً عما تشهده الأقليات المختلفة من جهود قوية لإزكاء النعرات الانفصالية في تلك الدول ، وبما يهدد استمراريتها ووحدتها.