صرحت الاعلامية البارزة سناء منصور ان ما يحدث فى وسائل الاعلام فوضى عارمة، حيث ان كثير من الاعلام الفضائى يملك اجندات اجنبية واضحة، اما التلفزيون المصرى الرسمى يزايد على الفضائيات بعد ان فقد مصداقيته امام المشاهدين، ولا يوجد معايير واضحة امام الاعلامين لاتباع المهنية فى تغطية الاحداث ولا سيما تغطية الانتخابات البرلمانية. واضافت منصور -عضو مجلس امناء لاتحاد الاذاعة والتلفزيون سابقا- بندوة عن اداء الاعلام لرصد الانتخابات البرلمانية المقامة بكلية الاعلام ان كثيرا من الاعلام الفضائى يعمل تحت سلطة رجال الاعمال وخدمة اهدافهم وسط حالة من الضبابية يعيشها معظم الاعلامين، اذ ان المشكلة الحقيقية التى تواجهم هى عدم توفر المعلومات، وذلك لعدم وجود الشفافية من المؤسسات فى مصر واخطار وسائل الاعلام بالمعلومات الحقيقية دون عبء من الاعلامين. من جانبه صرح صفوت العالم -رئيس لجنة رصد وتقييم الدعاية الانتخابية- ان الاعلام لم يكن متسما بالحيادية فى تغطية الانتخابات البرلمانية، وان اداء وسائل الاعلام كان يؤثر على اتجاهات التصويت فى المراحل المختلفة فى الانتخابات، واحيانا يلجأ الاعلام الى ذكر ديانة المرشحين، بالاضافة الى استطلاعات الرأى العام التى تقدمها القنوات والتى تؤثر فى اتجاهات التصويت، واضاف العالم ان هناك مرشحين لا يأخذون الفرصة الكافية فى عرض افكارهم فى الاعلام، وان عرض الاعلام للمرشح انه حصل على نسبة ضئيلة فى الانتخابات يجعل الناخب لا يصوت له بناءا على ما ورد بوسائل الاعلام. واضاف محمود يوسف وكيل كلية الاعلام لشئون خدمة المجتمع ان التراشق من الاعلام لم يكن هجوما على التيارات الدينية بالانتخابات البرلمانية، لكن التراشق كان من الطرفين، وبرده على سؤال عما اذا كانت اتجاهات التصويت متاثرة بالاعلام ام لا، قال ان الاغلبية من الجمهور المصرى ينجذب الى مشاهدة القنوات الدينية ويتأثر بما تبثه عما تبثه القنوات الاخرى، واضاف يوسف ان احد الشيوخ قال:"اعط صوتك للايادى التى تتوضأ"!. على حد قوله. وقالت الاعلامية فاطمة فؤاد ان الاعلام المصرى يتعامل مع مرشحى الرئاسة بشكل متحيز، وان هناك توجه واضح لبعض المرشحين بعينهم، وان الدعاية الانتخابية لصالح المرشحين تاتى على حساب عدم توعية الناخب المصرى بأسس الاختيار السليم، وان هناك بعض الفضائيات تعظم من بعض المرشحين على حساب البعض الأخر، واضافت فؤاد انها تشعر ان هناك "تمثيلية" بين بعض المرشحين والاعلامين حتى يظهر اولائك المرشحين وكأنهم "ابطالا" فى نظر المشاهدين، وقالت البرامج التلفزيونية لا تربى المواطن المصرى كيف يطلب حقوقه التى تضمن له حياة كريمة وسليمة او تحثه على تأدية واجباته. وعن اهم التوصيات التى خرجت بها لجنة رصد وتقييم الدعاية الانتخابية فى الانتخابات البرلمانية، قال صفوت العالم ان اهمها هو وضع معايير لتدخل رأس المال فى انماط الملكية لوسائل الاعلام خاصةً القنوات الفضائية، واننا بحاجة الى تشريع ينظم تلك العلاقة، بالاضافة الى الحاجة لتدريب الاعلاميين على تغطية الانتخابات بشكل مهنى، وان تكون لهم الاولوية فى الالتحاق بالعمل.