أكد الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر في حواره الليلة في برنامج "الحياة اليوم" أن أهم ما يميز سياسة الغرب تجاه الشرق هو الاستعلاء والإقصاء وأن الغرب اخترع نظريات فاسدة ليستطيع أن يسطو بها على خيرات الشرق وهو يغفل حقيقة وجوب أن يكون العلم منفعة إنسانية متبادلة. وأوضح الطيب انه حتى الآن لم يلتقِ الشرق بالغرب.. بل الهوة تزداد اتساعًا بمرور الوقت، مع أن شيوخ الأزهر تنبهوا منذ أوائل عصر النهضة إلى إمكانية بل وجوب الالتقاء بين الشرق والغرب، كما ان السلاح الغربي لايعمل إلا في بلاد الشرق. وأضاف شيخ الأزهر أنه مع أن ثورات الربيع العربي كان فيها الخير لبعض البلدان العربية، إلا أن بعضها كان يحمل مخططًا لتخريب وتقسيم لبعضها الآخر، والغرب اليوم يقدم لنا نظرية صراع الحضارات التي يقصد بها أن يظل الغرب في تربص وصدام مع الحضارة التي يقدمها الإسلام، علما بأنه هناك مؤامرة لإضعاف الشرق حتى يظل الغرب قويًّا ومسيطرًا و لا توجد بادرة أمل في تلاقي حضارة الشرق بالغرب. وأكد الطيب أن الأمم غير الغربية لها حضارات وقادرة - لو تركت لها الفرصة - على قيادة العالم بطريقة أعقل بكثير من قيادة الغرب للعالم، مشيرا إلى أن الحضارة الغربية تعيش في فقر مدقع وتصحر أخلاقي وروحي وديني.. والحضارة الإسلامية قابلة للتعايش والاندماج مع الحضارة الغربية و لا بد من بناء وتنظيم حوار داخلي يوحد أبناء الأمة قبل الحوار مع الآخَر حيث ان تاريخ الحضارة الإسلامية مليء بظلال الانفتاح والاحترام والاعتراف بالآخَر.. وهو السر في إقبال الناس عليها كما أن مقومات الوحدة موجودة في أيدينا.. ولكن مَن يغتنمها ويستثمرها، كما تقدم الطيب بالشكر للبحرين ملكا وحكومة وشعبا على توجيه الدعوة الكريمة لنا لحضور مؤتمر "الحضارات في خدمة الإنسانية". وأضاف الإمام الأكبر " نتابع مشكلة أسوان يوميًّا.. والبوادر تنبئ عن إنهاء مشكلة أسوان قريبًا جدًّا إن شاء الله" مؤكدا ان الأزهر ليس له أي دور سياسي.. إنما دوره وطني ينبثق من اعترافه بجميل الوطن؛ لذلك كان الأزهر بجانب كل الثورات الشعبية التي جابهت الظلم ولا يمكن للأزهر أن يتخلف عن دعم الإرادة الشعبية في إرادة التغيير، فالأزهر كان وسيظل ملكًا للشعب. وأوضح شيخ الأزهر أنه فكر كثيرًا في الانسحاب من منصبه في عهد الإخوان، ولكن المصلحة الوطنية اقتضت استمراره في المنصب ، مشيرا إلى أنه تم دعم الإرادة الشعبية في 3 يوليو خوفا على البلاد من الدخول في حرب أهلية، وأن الأزهر كانت له بعثة خاصة شاركت في صنع دستور مصر، واستطعنا أن نضع في الدستور كثيرا مما طمح إليه المصريون، حيث أن الدستور الحالي كفل للأزهر ولشيخه الاستقلال الذي يطمح إليه، وقبل الدستور الحالي كان شيخ الأزهر تابعًا لرئيس الوزراء في أمور كثيرة. وأوضح أنه يوجد 17 ألف طالب وطالبة من 102 دولة يتلقون تعليمهم في رحاب الأزهر الشريف، وأن بيت العائلة مؤسسة وطنية تتضمن نخبة من العلماء والقساوسة، مشددا أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وطيدة ولا يشوبها خلل.. ونطالب الإعلام بتصحيح الصورة، مشيرا إلى أن هناك محاولات خارجية لتقسيم مصر ولتمزيق وحدتها الوطنية. كما أكد الإمام الأكبر شيخ الأزهر في حلقة الليلة من برنامج "الحياة اليوم" على أن قناة الأزهر ستبلغ صوت الأزهر للعالم كله، محملاً بتوضيح وبيان وسطية وسماحة هذا الدين الحنيف. وأضاف فضيلته أن كثيرا مما يبحث عنه الغرب من حقوق الإنسان يكفله الإسلام، حيث أن الإسلام يسمح بالتعايش، والحضارة الإسلامية عاشت حضارة تلاقح وتبادل العلوم والخبرات.. والحضارة الإسلامية لها فضل كبير على تقدم الغرب وأوضح الطيب أن هناك أشخاصا استغلوا الأزهر للحصول على شهادات علمية لإطلاق فتاوى شاذة وبعيدة عن روح الإسلام، وقال "درسنا في الابتدائية الأزهرية علوم التراث، أما الأن فطلاب الجامعات ثقافتهم هشة ومن السهل اختراقهم" مشيرا إلى أن الطلاب الذين يمارسون العنف هشَّ علمهم وثقافتهم فتلقفتهم الأفكار السرية الفاسدة. وتمنى شيخ الأزهر أن يدع الطلاب العنف ويفيقوا من هذا الكابوس الذي جثم على صدورنا جميعًا، و أنصح أبنائي من طلاب الجامعات بالقراءة والاطلاع وعدم الانسياق وراء الأفكار المتطرفة حيث نعاني من حلقة جهنمية المدرس فيها ضعيف الثقافة والطلاب منفصلون عن تراثهم وحضارتهم التي قادت العالم قرونًا عديدة موضحا أن معاهد الشعبة الإسلامية كانت بمثابة عملية نقل دم سريع لتضخ الدم في دماء الجسد الأزهري حيث ان الشباب الذين يقعون في براثن التكفير هم ضحية لتجفيف منابع الثقافة الإسلامية الصحيحة، فلا يمكن لجماعات محدودالعدد أن تقهر إرادة شعوب كاملةً.