قال الدكتور نادر نور الدين الخبير الدولي في الموارد المائية والري، وأستاذ جامعة القاهرة، إنه طبقا لاتفاقية 59 بين مصر والسودان فإنه من المفترض أن تتخذ السودان موقفا موحدا مع مصر فى أي مفاوضات مع دول المنبع. وأضاف فى تصريحات خاصة ل"الوادي"، أن تصريحات المسئولين السودانيين، تخالف تلك الاتفاقية، بسبب إنحيازها لإثيوبيا، لأن السد سيمنع عنها الفيضان، وسيزيد مخزون سد "الروصيرص"، مشيرا إلى أن السودان تقوم الآن بتعلية السد تزامنا مع سد النهضة، لتزيد حصتها من 4 مليار متر مكعب من الماء إلى 10 مليارات متر مكعب، لافتا إلى أن هذا المشروع يمثل أهمية اقتصادية واجتماعية للسودان. وأوضح "نور الدين"، أن السودان تتفاوض علي 74 متر مكعب متر من المياه في حين أنها ستفقد حوالي 33 مليار متر مكعب من الماء كل سنة، وستفقد 22 مليار متر مكعب بالرشح، وحوالي 3 مليار متر مكعب من التبخير، مؤكدا أنه لا يمكن لأى دولة أن تتحمل هذا النقص من المياه. وأكد "نور الدين" أن مصر موافقة علي سد ال 14، ومن السهل أن تستغنى إثيوبيا، عن السد الفرعي ولكنها ترفض ذلك المقترح، وأضاف أن دور وزارة الخارجية في الفترة الأخيرة وجولتها في دول منابع النيل الأبيض، كانت جيدة وتمكنت من إقناع تلك الدول بأنها تم خداعها فيما يتعلق ببيانات سد النهضة، مشيرا إلى أن تلك الدول مهما بنت سدود لا تتأثر مصر بها كثيرا لأن مايصل الى مصر من النيل الأبيض 12 مليار متر مكعب من الماء. من جانبه قال العميد حسين حموده، الخبير الأمني، ومؤلف موسوعة "إسرائيل في إفريقيا" إن هناك 4 اعتبارات دولية تتخذها السودان وهي: "أن حكومة البشير ترتكب جرائم ضد الإنسانية، وأن البشير ملاحق في المحاكم الدولية، ويحاول إرضاء أمريكا بدعم المشروع الصهيو أمريكي وهو سد النهضة، كما أنه يستخدم اسلوب الحرب المائية، بتنفيذ ذلك المخطط وأن البشير مع التيار الأمريكي". وأضاف أن الاعتبار الثاني، هو تنظيم الإخوان المعادي لمصر، مؤكدا أن البشير من الإخوان، ويدعم السد ضد مصر المعادية للجماعة، والاعتبار الثالث هو أن إثيوبيا تقف معه فى مشكلات جنوب السودان، والاعتبار الرابع يتمثل فى قيام البشير بإيهام الشعب السوداني، بأن مشروع سد النهضة سيجلب الرخاء وأنه الجنة الموعوده للسودان، وسيحقق ما عجز عن فعله عبر سنوات حكمه. وأوضح "حمودة"، أن موقف بعض الدول من تمويل السد، يؤكد أن إنجاز مصر في خارطة الطريق، قد ساهم في ذلك، وأن مصر ستخرج من الأزمة قريبا، لافتا إلى أن لجوء مصر لتدويل القضية، جعل السودان وإثيوبيا تتحسب من مصر ويبحثون عن خط للرجوع - على حسب وصفه-.