زعم الباحث الإسرائيلي إفرايم لبيد أن الجاسوس المصري رفعت علي الجمال "رأفت الهجان"، كان عميلا مزدوجا، وحمل الاسم السري "ييتيد" ونقل للمصريين معلومات مضللة قبل نكسة 1967. وقال الباحث إفرايم لبيد،ضابط احتياط وباحث في تاريخ الاستخبارات في جامعة "بار إيلان"، إن الجمال كان متورطا بمخالفات جنائية في مصر فعرضت عليه الاستخبارات المصرية التجسس لصالح بلده مقابل إسقاط التهم، وبعد أن وافق أرسل إلى إسرائيل متنكرا ليهودي مهاجر، ووصل إلى إسرائيل بعد حملة سيناي "الحملة الشهيرة لتهجير يهود مصر إلى إسرائيل". وأضاف الباحث في مقالة نشرها في موقع "يسرائيل ديفينس" الإسرائيلي أن سلوك الجمال أثار شكوكا لدى جهاز الأمن العام "الشاباك" فاعتقله وفتشت منزله فعثرت على أجهزة اتصال وتجسس مصرية، فعرضت عليه إسرائيل تجنيده كعميل مزدوج مقابل العفو عنه وعدم تقديمه للمحاكمة بتهمة التجسس لصالح دولة معادية، وبعد موافقته ساعدته السلطات الإسرائيلية على تعزيز موقعه وفتحت له مكتب سياحة في تل ابيب. ويقول الكاتب إن إسرائيل اهتمت في البداية بأن يكتسب الجمال ثقة مشغليه المصريين وكانت تزوده بمعلومات حقيقية لنقلها للاستخبارات المصرية، لكن مع اقتراب الحرب استخدمته لإرسال معلومات مضللة، فقد اوكلته بأن يقنع المصريين بأن سلاح الجو الإسرائيلي متخلفا عن سلاح الجو المصري ولن يكون بمقدوره مهاجمة قواعد عسكرية مصرية. ويتطرق لبيد إلى الفترة التي سبقت اندلاع حرب 67 ويقول إن الجيش الإسرائيلي عمل جاهدا على بلورة خطط تهدف إلى تضليل وخداع الجيش المصري وتشتيت تركيزه. ومن بين تلك الخطط قيام الجيش الإسرائيلي بنشر كتيبة مدرعة في منطقة أبو عقيلة لإشغال الجيش المصري وحرف انتباهه عن عمليات التجهيز للحرب. ويقول الكاتب إن الجمال غادر في في سنوات السبعين بطلب منه إلى ألمانيا، وتوفي في سنوات الثمانين وأعلنته مصر بعد عدة سنوات بطلا قوميا. وينهي الكاتب مقالته بالقول إن "ييتيد" كان تعبيرا للنجاح في تفعيل عميل مزدوج، وكان من أحد الإنجازات الهامة في الحرب الاستخباريىة في سنوات الستين.